الفراشة أصبح فتيات Ftayat.com : يتم تحديث الموقع الآن ولذلك تم غلق النشر والمشاركات لحين الانتهاء من اتمام التحديث ترقبوا التحديث الجديد مزايا عديدة وخيارات تفاعلية سهلة وسريعه.
فتيات اكبر موقع وتطبيق نسائي في الخليج والوطن العربي يغطي كافة المجالات و المواضيع النسائية مثل الازياء وصفات الطبخ و الديكور و انظمة الحمية و الدايت و المكياج و العناية بالشعر والبشرة وكل ما يتعلق بصحة المرأة.
zozazoza
17-12-2022 - 08:25 am
اتى الموعد المعهود ونست أنها تركت ملابسها مبللة في الماء دون غسيل فحاولت أن تلبس بنطلون المنامة وثنته ليناسب طولها ولكنها وجدته واسعا يسقط من وسطها .. أمسكته بيدها تبحث عن مشبكا للملابس في الأدراج وفي حقيبتها فشلت محاولتها .. كل ذلك وهو ينتظر على الباب .. أليس معه مفتاح ؟ ما هذه الأخلاق التي حلت عليه .. أمسكت بنطالها بيدها منعا له أن يقع وفتحت الباب بيدها الأخرى .. كان أنيقا جدا .. ممسكا بيده باقة ورد .. واليد الأخرى كيس هدايا
نظر لها ولم يملك نفسه من الضحك
  • ايه اللي انتي عاملاه في نفسك دا

استفزتها ضحكته .. كيف لها ان يراها يهذا المنظر
  • شكلك يجنن على فكرة . .

ثم أكمل ساخرا
  • ناقص شنب بس وهتلاقي البنات جاية تخطبك

تذكر أنها بالفعل مخطوبة فأحس بالضيق وتحولت بسمته لتكشيرة . . ثم أكمل بهدوء
  • ممكن أدخل

أفسحت له المكان
  • مد يده لها بباقة الورد فكادت أن تنسى وتمسكها بيديها الاثنتين ولكنها تذكرت فتشبثت أكثر ببنطالنها .. وأخذت منه باقة الورد باليد الأخرى
  • مرسي .. اتفضل

قالتها ببرود وهي في الحقيقة كانت متعجبة من تصرفاته .. أيعقل أن يكون قد تغير ..
وضعت باقة الورد فوق السفرة ودخلت المطبخ لتحضر العشاء
  • ثواني والعشا يكون جاهز
  • عشا إيه؟! قالها باستغراب ثم أردف
  • أنا عزمك على العشا بره

فاجأها كلامه .. فأردف
  • يعني ..ذي مانتي فاهمة .. مينفعش راجل ذيي يبقى مع واحدة في جمالك لابسة بيجامته .. في شقته.. الشيطان شاطر .. وبعدين خطيبك يقول عليا ايه .. معرفتش أحافظ عليكي؟

و همس في اذنها
  • وأنا بصراحة مش هقدر أمنع نفسي

السلام عليكم يا احلى فراشات
انا عضوة جديدة في المنتدى وحبيت انقل لكم قصة يارب تنول اعجابكم
القصة كتابتها ( دينا الشال )
كل يوم حلقة
واللي فاتت دي كانت جزء من الحلقة
لحظات وانقلكم الحلقة الأولى


التعليقات (3)
zozazoza
zozazoza
1
كانت لما جالسة فوق السرير وأمامها صندوق به مجموعة من الصور وعدد من شرائح خطوط المحمول كانت تجلس شاردة تحسب عدد ضحاياها هذه السنة فبعد أن هجرت وائل وجدت نفسها لم تكمل العدد المطلوب فالسنة الماضية كان عدد ضحاياها أكبر وطريقة فراقها لهم أكثر ألما فوائل كان الثالث هذه السنة والتاسع عشر خلال خمس سنوات .. أخرجت صور ضحاياها التسع عشر من الصندوق وفكرت قليلا أآن الأوان أن تمزق هذه الصور وأن تنسى تلك الذكريات أم انها ستكمل الطريق لضحيتها القادمة
لما فتاة تبلغ الخامسة والعشرين تملك جمال يبهر كل من ينظر لها .. وتملك عينان خداعة بالبراءة .. وحيدة ... محطمة .. لم تكن كذلك من قبل .. ولكن ... الزمن غير مسار حياتها بعد أن أصبحت ضحية لذئب .. لعب بمشاعرها .. ونزع منها كل معاني البراءة فقررت أن تنتقم من أمثاله لتشفي غليلها .. ولكن غليلها لم يشفى ولن يشفى إلا بالانتقام منه هو .. نعم .. هو .. هذه السنة سيكون ضحيتها .. سيكون آخر ضحاياها .. مزقت الصور بعصبية .. وأمسكت سيجار وأشعلته بأصابع مرتعشة و هي تمسك بصورة يوسف .. حبيبها الأول ..... والأخير
رن هاتفها الخلوي برقم مجهول فأمسكت به وأخرجت شريحته وحرقتها ثم رمت بها في سلة مهملاتها بجوار صور ضحاياها الممزقة وأخرياتها السابقة
ثم سحبت دخان سيجاراها وشردت أمام المرآه تواجه نفسها . هل هي قادرة على مقابلته مرة أخرى . فاتت سنوات بعد آخر مرة رأته فيها .. تذكرته فغص قلبها .. وأرتعش وجدانها .. وأحترقت مقلاتها في عينيها انها تكره .. تبغضه .. تحمل له أسوأ معاني الكراهية.. لماذا فعل بها هذا وهي لم تحب غيره .. لأنه ذئب مثل باقي الرجال .. بل هو رئيس الذئاب.. الآن هي أقوى من قبل .. الآن كثر عدد ضحاياها.. الآن تستطيع أن تنتقم لنفسها منه .. الآن فقط .. لأنها لم تعد تحبه
ابتسمت ابتسامة بريئة لا تعبر عما داخلها وأطفئت سيجارها .. ولفت وشاحها حول رقبتها .. وهندمت ملابسها .. ثم خرجت من الغرفة .. تاركة الفندق وتاركة ماضيها ورائها .. عدا هو .. فقد عادت إليه
2
نزلت لما صالة استقبال الفندق ..تدفع حسابها وتتركه نهائيا
موظفة الاستقبال : آنسة هبه .. تحبي تدفعي الشيك فيزا ولا كاش ذي كل مرة؟
- لا .. أنا هدفع كاش
- تحت أمرك يا فندم .. نورتينا يا فندم
3
تركت لما الفندق وأوقفت سيارة أجرى .. أخذتها لمركز تجاري تاركة السائق بانتظارها حتى خرجت لما منه بعد أن اشترت بعض الحاجيات لخطتها الجديدة ثم أمرت سائقها الأجير بإيصالها لمحطة القطار.
4
وصلت لما محطة القطار ودخلت حمام السيدات وبدأت في خلع شعرها الأسود المستعار لتكشف عن شعر أشقر طبيعي .. وخلعت عدساتها البنية لينكشف لو عيناها الأزرق العميق .. ثم غيرت ملابسها وخرجت متجهة لشباك التذاكر وحجزت تذكرة للقطار المتوجه للقاهرة وركبت مقعدا بجوار الشباك .
كانت تحاول أن تختبئ من العيون .. خائفة من أن يتعرف عليها أحد حتى شردت فيه وفي ذكرياتها معه .. تذكرت المرة الأولى التي تعرفت فيها عليه .. كان جذابا .. ذو شخصية قوية .. استطاع بكلامه المعسول تنويمها مغناطيسيا وسلب عقلها منها .. حتى وقعت في مصيدته ورماها جريحة .. نزلت من عينها دمعة حارة مسحتها بكفها مسرعة قبل أن تضعفها .. وظلت تتواعد له طوال الطريق حتى وصلت .
كانت بلا حقائب .. فقد كانت تنوي العودة في نفس اليوم إلا أن استجد جديد بعد لقاءها فستتجه إلى الفندق لحجز حجرة فيه.
5
وصلت لما مبنى مكتب يوسف .. استخدمت المصعد وسألت شخصا به عن الدور الموجود به مكتب يوسف حتى وصلت
6
دخلت لما المكتب وطلبت لما من السكرتيرة أن تدخلها ليوسف
- ممكن أقابل الاستاذ يوسف؟
- فيه ميعاد؟
- لأ .. بس قوليله لما .. لما القاضي
- لحظة واحدة
تركتها السكرتيرة ودقت باب مكتب كبير .. واختفت وراءه
اخذت لما نظرة سريعة حولها .. يبدو أنه يكسب الكثير من مهنته وخلال لحظات قليلة وجدته أمامها بنظرة غير مصدق لما يراه أمامه
- معقول .. لما .. أنا مصدقتش وداني لما عليا قالتلي .. قولت لازم آجي استقبلك بنفسي
تلعثم الكلام في لسانها وقلبها كأنه سيخرج من مكانه .. وكادت تغلبها عبراتها .. ولكنها تمسكت وبيد مرتجفة مدتها لتسلم عليه راسمة فوق شفتيها ابتسامتها المعهودة
- أخبارك إيه يا يوسف
مد هو الآخر كفه ليحتضن كفها ..فارتجفت .. ولاحظ هو ارتجافها .. فاستغله لصالحه
- ندخل مكتبي أحسن
وسبقها ليستقبلها في مكتبه
- عليا .. الغي كل مواعيدي .. ومش عايز تلفونات ولا حد يدخل علينا ثم نظر للما .. بس انتي متغيرتيش يا لما .. ذي ما سيبتك .. اتفضلي
7
أدخلها وأغلق الباب ورائه .. أحست لما بالخوف .. ولكنها طمأنت نفسها فهي اليوم أقوى من ذي قبل .. لن تخضع له كما كانت تفعل في السابق ..
أجلسها على انتريه في ركن من مكتبه وسألها
- تشربي إيه؟ أصل أنا بطبيعة شغلي بيبقى عندي أجتماعات كتير مغلقة فعندي هنا تلاجة وكاتل .. تقدري تقولي كدا .. فاتح بوفيه جوة مكتبي
- لا .. مفيش داعي ..أنا جيالك في شغل وهمشي على طول لأني مستعجلة
نظر في يدها وجلس على كرسي مقابل لها
- اتخطبتي ؟ .. مبروك
- مرسي .. ( قالتها ببرود ) ثم أكملت
- أنا جيالك في قضية مهمة أوي ..
- وأنا تحت أمرك .. انتي عارفة .. احنا عشرة قديمة
علمت أنه يحاول أن يستدرجها لحكايتهما السابقة ففرح قبلها .. وتأكدت أن خطتها سوف يكتب لها النجاح
أخرجت من حقيبة يدها ملف به مجموعة أوراق ووضعته بين يديه
- دي كل الأوراق اللي تثبت إن ليا حق في ميراث بابا الله يرحمه ..بعد ما مات .. محامي مراته قدم عقود بتقول انه كاتب كل أملاكه لمراته بيع وشرا قبل وفاته وأنا متأكدة ان العقود دي مزورة
قلب يوسف الورق قليلا ثم قام ورماه فوق مكتبه وهو يقول
- متقلقيش . .دي قضية بسيطة
ثم فتح ثلاجته وأخرج علبة مياه غازية مصفحة رجها واقترب منها ثم جلس بجوارها تماما وكلمها بكلام يشبه الهمس قبل أن يفتحها
- لسة حلوة ذي مانتي
فارت المياه الغازية وانسكبت فوق جونلتها
- قامت من جلستها فزعة وهي تنفض عنها ما انسكب ووقف هو الآخر وهو يعتذر ..
- آسف .. خير .. خير
- أروح ازاي أنا دلوقتي
- لو على المرواح .. بسيطة .. أوصلك بعربيتي .. انتي نازلة في أوتيل ايه؟ ولا لسة
- أنا جيت من البلد على هنا على طول وكنت ناوية اني ارجع تاني النهارده عشان كدا لا جبت شنط ولا نزلت في اوتيل
- لا .. ترجعي ايه .. دا كدا حلو أوي ( قالها بمكر)
8
فتح يوسف باب شقته بمصر الجديدة
- اتفضلي يا سيتي .. اعتبريها شقتك .. لغاية ما القضية تخلص وترجعي وانتي كسباها إن شاء الله
- أنا مش عارفة اقولك ايه يا يوسف .. بس...
- بس إيه ..
ثم أردف
- آه على فكرة أنا مش عايش هنا....دي شقتي القديمة .. شقة العزوبية
- انت اتجوزت ؟
- آه ..
وأكمل
- وعندي بنت زي القمر .. هي كل حياتي
اشتعلت نار الغيرة في قلبها ..واسترجعت فكرة الانتقام في عقلها وأقسمت أن يكون انتقامها عظيما
- اسيبك بقى ترتاحي شوية وهعدي عليكي بليل... آه ....على فكرة.....
استحقرته بداخلها .. هو كما هو .. هذا الذئب المخادع الماكر الخائن .. وتذكرت كلماته في مكتبه .. اجتماعاته الكثيرة المغلقة .. وطريقة مغازلته لها .. وشقة العزوبية التي ما زال محتفظ بها .. كل ذلك وهو متزوج ولديه بنت يدعي انها كل حياته .. كيف أنها كل حياته ويقوم بكل تلك الأفعال .. ويعلم الله وحده كم يستقبل في شقته هذه من فاجرات دون علم زوجته .. نعم .. زوجته .. الخطوة الأولى لانتقامي .. هي أن تعلم زوجته بخيانته وبألاعيبه ... لا بد أن أكشف لها الذئب الذي تعيش معه .. لا بد أن أحرمه منها ومن ابنته التي يدعي أنها كل حياته .. سأهدم استقراره الذي لا يستحقه .. سأحطمه كما حطمني
- لما .. روحتي فين .. بكلمك منتيش هنا
- ها؟
- بقولك فيه أكل طازة مالي التلاجة .. عيشي بقى .. وأنا مش هتأخر عليكي بليل .. لازم نتعشى عشوة حلوة النهارده .. متناميش غير لما أجيلك
فهمت لما نواياه .. ستوقعه في فخه .. لتكشفه أمام زوجته
- أوك .. هستناك .. بس متتأخرش عليا
ابتسم بمكر ثم غلق الباب ورائه وهو يحس بانتصار
تفحصت لما الشقة .. ودخلت المطبخ ثم فتحت الثلاجة لتجدها بالفعل مليئة بالطعام الطازج .. فعلا انه خائن مخادع .. معنى هذا ان هذه الشقة لم تصبح شقته القديمة ... لم تصبح شقة العزوبية كما قال .. بل انها عش الخداع والكذب والخيانة .. يا ترى من كانت هنا أمس .. اشتعلت نار الغيرة أكثر في قلبها وقررت في البدء في خطتها
بحثت حتى وجدت حجرة مكتب فدخلتها وأخذت تبحث في طيات أوراقها المرتبة رغم انها ليست بالأهمية للاحتفاظ والعناية بها لهذه الدرجة .. وفتحت درج المكتب تبحث عن أي طريقة توصلها بزوجته المسكينة
- مسكينة ! ( حدثت نفسها بصوت عال مستنكر)
لماذا لم يتزوجها هي وتزوج تلك خطافة الرجال .. انها هي الأخرى تستحق خيانته .. أيا ترى هي جميله ؟ لا .. لن تكون أجمل مني .. ربما تكون غنية .. مؤكد أنها غنية .. فالأغنياء لا يتزوجون سوى الأغنياء أمثالهم .. انها تستحقه .. ولا يحق لي ان أشفق عليها .. كفاني سذاجة .. سأكشفه أمامها لأدمر قلبها كما تدمر قلبي .. ولأهدم وأشتت أسرته الصغيرة .. كما كان هو السبب في تشتيت أسرتي .. وتذكرت ما حدث لها حين علم والدها بحملها .. ابنته الصغيرة البريئة التي لم تتزوج بعد أصبحت فجأة حاملا من مجهول .. ماتت والدتها اثر جلطة في المخ .. وأصر والدها أن يأخذها لقرية صغيرة عند عمتها حتى تخلص من حملها الفاضح .. وتزوج هو من أخرى .. كتب لها كل ما يملك بعد أن تبرأ من ابنته .. وبعد أن وضعت وليدها توفي هو الآخر .. ولحقت به عمتها ... فأصبحت وحيدة .. بلا مال .. ولا عائل .. ولا أسرة .. وهو .. تهرب منها ليتزوج بتلك خطافة الرجال مؤكدا لأنها غنية مثله .. وتركها تعاني وتواجه المجتمع بما فعله بها والآن هو ينعم بشغله وبماله ومال زوجته وبأسرته الصغيرة وببنته .. وهي لا تملك عمل ولا مال ولا اسرة .. حتى طفلها .. مات في المهد .. وفي النهاية .. أصبحت كالساقطات .. توقع كل من تقابلها في فخ حبها .. لتسلبه قلبه وعقله وماله .. ثم تتركه بعد أن تعلق بها .. وليبحث هو عنها .. لتهيؤه أن كل ما حدث ما هو الا تهيؤات منه وأن لا وجود لمعشوقته هبه .. فنصف عاشقوها دخلوا مصحات نفسية .. والنصف الآخر مات بعد ادمانه للمخدرات التي كانت تجرهم إليها.. نعم .. لم يلمس رجلا شعرة واحدة منها سوى يوسف .. ولكنها لم تنكر انها كانت تستخدم جمال جسدها في الايقاع بهم .. ولهذا فهي كالساقطات .. والسبب هو .. يوسف ..
- آه يا يوسف
تنهدت بألم .. وتذكرت ملمس كفه الذي ارتعش له وجدانها .. أيعقل أن تكون ما زالت تحبه ! ؟ .. أزاحت تلك الفكرة سريعا ..وأحلت مكانها شعور الغضب والكراهية .. وأصرت أكثر من ذي قبل ان تنتقم بعنف وبلا رحمة
بحثت مرة أخرى داخل درج مكتبه ولم تجد ما يوصلها لزوجته , فخططت للقاء اليوم وقررت أن تتسلل وتبحث في هاتفه دون أن يشعر
9
دخلت حجرة نوم لتجدها واسعة .. طرازها حديث .. فتحت الدولاب تبحث عن أي شيء تلبسه حتى تغسل ملابسها .. وجدت دلفة كبيرة .. تحوي مجموعة من منامات يوسف .. مدت يدها والتقطت واحدة .. وقربتها من أنفها لتشم رائحته بها .. أغمضت عينها وهي تستمتع بملمسها .. ثم تذكرت سبب وجودها وانتقامها فأبعدتها عنها رامية إياها فوق السرير .. وفتحت دلفة أخرى لتجد بها بدله ..
- قال شقة العزوبية قال .. ( قالت لنفسها بتعجب )
خلعت ملابسها وارتدت منامته
كانت غارقة فيها فلم تلبس بنطالها وثنيت كمها عدة ثنيات ثم ذهبت للمطبخ تعد عشاءا لموعد اليوم بعد أن ملأت طبقا بالماء والمسحوق ووضعت به ملابسها
ظلت طويلا في المطبخ تفكر ماذا تعد له ليس حبا فيه ولكن لتنتصر على زوجته التي فضلها عليها مؤكد أنها لا تطبخ لها بيدها .. ايعقل أن تكسر أظافرها .. أو أن تضحي بنعومة يدها .. هذه المرأة المدللة البغيضة
10
اتى الموعد المعهود ونست أنها تركت ملابسها مبللة في الماء دون غسيل فحاولت أن تلبس بنطلون المنامة وثنته ليناسب طولها ولكنها وجدته واسعا يسقط من وسطها .. أمسكته بيدها تبحث عن مشبكا للملابس في الأدراج وفي حقيبتها فشلت محاولتها .. كل ذلك وهو ينتظر على الباب .. أليس معه مفتاح ؟ ما هذه الأخلاق التي حلت عليه .. أمسكت بنطالها بيدها منعا له أن يقع وفتحت الباب بيدها الأخرى .. كان أنيقا جدا .. ممسكا بيده باقة ورد .. واليد الأخرى كيس هدايا
نظر لها ولم يملك نفسه من الضحك
- ايه اللي انتي عاملاه في نفسك دا
استفزتها ضحكته .. كيف لها ان يراها يهذا المنظر
- شكلك يجنن على فكرة . .
ثم أكمل ساخرا
- ناقص شنب بس وهتلاقي البنات جاية تخطبك
تذكر أنها بالفعل مخطوبة فأحس بالضيق وتحولت بسمته لتكشيرة . . ثم أكمل بهدوء
- ممكن أدخل
أفسحت له المكان
- مد يده لها بباقة الورد فكادت أن تنسى وتمسكها بيديها الاثنتين ولكنها تذكرت فتشبثت أكثر ببنطالنها .. وأخذت منه باقة الورد باليد الأخرى
- مرسي .. اتفضل
قالتها ببرود وهي في الحقيقة كانت متعجبة من تصرفاته .. أيعقل أن يكون قد تغير ..
وضعت باقة الورد فوق السفرة ودخلت المطبخ لتحضر العشاء
- ثواني والعشا يكون جاهز
- عشا إيه؟! قالها باستغراب ثم أردف
- أنا عزمك على العشا بره
فاجأها كلامه .. فأردف
- يعني ..ذي مانتي فاهمة .. مينفعش راجل ذيي يبقى مع واحدة في جمالك لابسة بيجامته .. في شقته.. الشيطان شاطر .. وبعدين خطيبك يقول عليا ايه .. معرفتش أحافظ عليكي؟
و همس في اذنها
- وأنا بصراحة مش هقدر أمنع نفسي
ثم قال بجدية ..
- الشنطة دي فيها فستان أعتقد انه مقاسك .. البسي .. وأنا مستنيكي في العربية
وخرج دون أن ينتظر ردها
تسمرت هي في مكانها وما زالت متشبثة ببنطالها وهي في قمة الذهول .. من هذا .. إنه ليس يوسف الذي طالما عرفته ... نعم .. إنها لعبة منه .. لعبة ليوقعها مرة أخرى في حبه .. بل هو يتجاهلها ..يتجاهلها لأنه يعتقد أنها مازالت تحبه .. أتتجاهلني يا يوسف ( حدثت نفسها ) وأقرت أكثر أنه يستحق انتقامها .. نعم .. لأنه يتجاهلها.

zozazoza
zozazoza
11
مازال يتذكر أنها تحب اللون الأزرق .. كان فستانها مقاسها تماما وكان يظهر جمالها الهادئ فأحبته .. نزلت الدرجات ووجدته مستندنا على سيارته وما أن رآها حتى أتجه إليها وقبل كفها .. فتح لها باب سيارته الأمامي ثم جلس هو على عجلة القيادة بعد أن أجلسها ..كان يعاملها بنعومة جعلتها تشعر بشيء من الحنين له .. وتناست خطتها .. ذهبا لمطعم فرنسي كلاسيكي فاخر .. أحست بنوع من الحرج لوجودها في مثل هذا المكان الفخم .. وتمنت أن تحسن التصرف حتى لا يرى جهلها بتلك الأمور
12
- مرسي على الفستان
وضع مرفقيه فوق المنضدة وهو يقول
- كنت خايف ميعجبكيش.. بس أنا لسة فاكر انك بتحبي الأزرق
- رفرف قلبها بكلماته ونعومته وابتسمت
قاطع نظراتهما النادل يقدم لهم قائمتي الطعام
أمسكت لما القائمة تنظر لها بينما هو كان يتأملها .. كانت تشعر انه يتأملها وارتجفت لفكرة أن تتأكد من ذلك
وضع هو قائمته على المنضدة
- تسمحيلي أختارلك على ذوقي
أومأت لما موافقة فقد عجزت عن الرفض أمام تحليقاته
كانت موسيقى فرنسية هادئة .. وجو شاعري .. سألت نفسها .. لماذا أتى بها إلى هنا .. اما زال يحبها ؟ رفرفت شياطينها داخلها .. واستنت مخالبها .. استعدادا للانتقام .. ولكن كان شيئ بداخلها يحاول أن يعدلها عن هذه الفكرة فلم تلتفت إليه
- مقولتليش .. خطيبك بيشتغل إيه؟
سكتت لحظة فقد فاجأها السؤال وهي لم تحضر كذبتها بعد
- دكتور
قال بتعجب
- ام .. مبروك
وأكمل طعامه بصمت حتى قطعت صمته
- ماما ماتت
ترك طبقه ونظر لها
- اه .. منا سمعت.. بس انتي سافرتي .. معرفتش أعزيكي
تذكرت آلامها وكانت على وشك أن تفصح له عن كل مآسيها .. تنهدت .. وطلبت منه الذهاب للحمام
- أستأذنك هروح أصلح مكياجي
وقامت من جلستها فأمسك كفها ليمنعها .. نظر لعينيها وبعينه قليل من الندم وكثير من الشفقة وترجاها للجلوس قليلا
- لما .. ممكن تعدي .. عاوز أتكلم معاكي .. من فضلك
جلست على مضض وسكت قليلا قبل أن يسترسل كلامه
- لما .. أنا عارف إني غلطت في حقك .. وعارف إنه مش من السهل إنك تغفريلي .. بس أنا مستعد أدفعلك عمري
ثم نظر بطبقه وأمسك شوكته يحرك طعامه.. وعاد لينظر لها
- عشان تسامحيني
اشتعلت نيران في صدرها .. وهاجمتها عبراتها .. قبل أن تتركه لا تعرف وجهتها فترك مبلغا فوق المنضدة ولحق بها ..
13
أجبرها أن تركب في سيارته .. وظلا صامتين حتى أعادها لشقته
14
دخلت مسرعة تلم حاجتها .. وتلعن نفسها انها نست ثيابها مبللة دون غسيل
أمسكها من زراعها يجبرها أن تواجهه ...... وكانت المواجهة...
- عايز إيه من لما .. كفاية كدا .. كفاية اللي انت وصلتني ليه .. أنا مش هسيبك يا يوسف .. أنا هنتقم منك .. هدوقك طعم المر اللي أنا شوفته ..
- ...................
- إنت تعرف إن كان ليك ابن مني ؟
- ابن؟!
- تعرف انه مات .... مات ودفنته وأنا بدارى عشان مش عارفة اعمله شهادة وفاه . تعرف أن امي ماتت بسبب اللي انت عملته فيا ؟ تعرف إني ... إني ..
- إنك إيه؟!
نظر لها وتمتم بهدوء
- إنك إيه يا لما ..؟ كملي .. قولي ان أنا اللي خليتك بنت رخيصة ..من ايد راجل لإيد راجل تاني
فاجأها كلامه ونظرت له بعينين غارقة في الدموع وهو يكمل بنفس الهدوء
- أنا عارف عنك كل حاجة يا لما .. عارف كل مصايبك .. ولو انتي شايفة اني السبب في مصايبك دي .. أنا مستعد إني أصلح غلطتي .. وهريحك من الانتقام اللي انتي معذبة نفسك بيه
ثم أردف
- أنا هتجوزك يا لما .. على سنة الله ورسوله .. ومن دلوقتي .. لو حبيتي
صفقت له بسخرية ..
- والله برافو عليك ..
وأكملت
- بعد ما ضيعتني جاي تقول نتجوز .. تصلح غلطتك .. تريحني من الانتقام .. ولا تريح ضميرك انت
ثم ضحكت بسخرية أكثر
- ضمير .. ؟! هو لو انت عندك ضمير كنت سيبتني أضيع .. طالما انت عارف عني كل حاجة .. استنيت ليه لما أجيلك .. مجتليش ليه تترجاني أسامح وقتها قبل ما أوصل للي وصلتله .. سيبتني ليه اغرق ولا دلوقتي خايف .. خايف من انتقامي .. خايف للهانم بتاعتك تعرف حقيقتك
رد بحزم قاسي
- لأ .. مش خايف .. بس لأني ندل
وقبل أن ترد
- أنا قولت اللي عندي .. فكري .. وانتي عارفة طريقي ..
ثم التفت لها وهو يقول
- متفرحيش أوي كدا .. دا هيبى جواز على الورق بس .. اللي زيك متلزمنيش

zozazoza
zozazoza
وتركها تبكي بحرقة فقد أضعفها .. أضعف قدرتها على الانتقام .. هدمها فجأة .. وهدم آمالها التي بنتها مسبقا .. بكت بحرقة لأنه بالفعل نذل .. وهو قالها بنفسه .. بكت بحرقة لأنه يعلم نفسه بكت بحرقة لأنه لم يحرك ساكنا لعلمه بأنه كان له ابنا منها.. بكت بحرقة لأنه لا يحبها .. بكت بحرقة لأنه كان يعلم ما كانت فيه ولم ينتشلها .. بل تركها يتفرج عليها .. ويراقبها كما يراقب الذئب فريسته .. بكت بحرقة لأنه انتظر أن تأتي هي إليه .. بكت بحرقة لأنها أحبته .. وما زالت تحبه
15
نامت مكانها وقد جفت دموعها فوق وجناتها وتورمت عيناها اثر الدموع قامت من مكانها ودخلت الحمام لتغسل وجهها عل الماء يخفف تورمه .. وفكرت أن تغتسل
16
خرجت ملتفة بفوطة كبيرة له .. ووجدته يجلس على أريكة في الصالة بجواره أكياس بدا لها ان بداخلها ملابس وما أن رآها حتى قام من جلسته
- الشنط دي فيها لبس ليكي .. البسي وهستناكي تحت
- تضايقت لأسلوبه الآمر ولكنها لم تجد ما تفعله إلا أن تنصاع لأمره
لبست ما جاء لها به من ثياب ونزلت لتركب بجواره ..
17
اختلفت معاملته معها عن أمس فقد كان يتجاهلها
- موديني على فين؟
لم يجيبها ولم ينظر لها من الأساس كأنه لا يسمعها فقالت بعصبية وصياح
- من حقي أعرف انت موديني على فين
نظر لها بقرف ثم ألتفت لقيادته دون أن يرد وتركها تغلي
18
دخل فيلا كبيرة وأوقف سيارته أمام بابها الداخلي وأنزلها ثم رن الجرس
فتح له خادم في الخمسينات
- أهلا يوسف بيه .. داليا هانم في انتظارك من بدري هي والست الصغيرة
أمر يوسف لما بالدخول فانصاعت لأمره .. وأخذت تنظر حولها تحقد عليه هذا العز حتى أفاقت على صوت طفلة صغيرة تجري على يوسف
- بابي .. انت وحشتني أوي
علمت أنها ابنته .. حملها يوسف واحتضنها وقبلها ثم أنزلها
- سلمي على طنط لما يا لما
نظرت له لما متفاجئة .. لقد سمى ابنته باسمها .. يحبها .. نعم .. هو يحبها
ابتسمت للفتاه وحنت عليها وقبلتها
- انتي قمورة أوي يا لما ( قالتها بفرحة أتت في غير وقتها)
أقبلت إمرأة شاحبة يبدو عليا التعب تستقبلهما
- أهلا يا يوسف
سلمت عليه ثم نظرت لها
- انتي لما .. مش كدا؟
- أه
- اتفضلوا
واصطحبتهما للحجرة الاستقبال
19
- متستغربيش .. يوسف حكالي عنك
غضبت لما وهي تسأل نفسها .. من تلك المرأة التي حكى يوسف لها عنها .. وماذا أخبرها؟
جلس ثلاثتهم ثم نادت المرأة على الخادم لتسألهم ماذا يشربون
- لما بنتي كل حياتي .. لازم توعديني انك تاخدي بالك منها
عرفت لما ان هذه المرأة هي زوجة يوسف .. فأشتعل الغضب بداخلها .. يا لا مكره .. اتى بي لها كي يضيع علي فرصة انتقامي
- أنا .. مش .. فا..
قطعها يوسف
- أنا ملحقتش أفهمهما
نظر للما وأسترسل
- داليا تبقى أم بنتي لما .. وهي هتسافر بره في رحلة علاج .. وانتي اللي هتاخدي بالك من لما لغاية ما ترجع بالسلامة إن شاء الله
سألت لما نفسها .. بأي صفة ستراعي بنتهما؟ فحاولت أن تفهم
- بس! ... إن شاء الله ترجعي بالسلامة .. بس أعتقد إن أي حد من قرايب لما أولى براعيتها
- محدش أولى لراعية بنتي من أبوها .. وأنا عارفة يوسف مش هيعرف يهتم بلما لوحده عشان كدا أنا مش ممانعة أبدا انك تراعي بنتنا معاه لغاية ما ارجع خصوصا إنك هتبقي مراته وبنت جوزك يعني بنتك
لحقها يوسف قبل ان تنطق بكلمة وهي من الأصل كانت لن تجد ما تقوله
- أرجوكي اقبلي
اتسع فاه لما .. وهي تنظر لثلاثتهم في حيرة ثم وجهت السؤال لداليا
- يعني انتي معندكيش مانع اني اتجوز يوسف
- وهيكون عندي مانع ليه.. يوسف حر.. وأنا واثقة في اختياراته
- إيه الست الباردة دي ( قالتها لما في نفسها )
فأحب يوسف أن يوضح لما شاهده من علامات الدهشة على لما
- أنا وداليا من يوم ما انفصلنا وهي بتراعي لما .. بس هي دلوقتي هتسافر برة في رحلة علاج ذي ما عرفتي.. ومحدش هيعرف يراعيها غيرنا
فهمت لما مقصده وراء زواجه بها فحزنت له ولنفسها ولبنته .. وأبعدت فكرة الانتقام عنها
20
رجع يوسف مع لما واثناء سيره بسيارته ترجاها أن تقبل زواجه منها
- بصي يا لما .. احنا ممكن منتجوزش .. بس مينفعش احنا الاتنين نبقى في بيت واحد من غير جواز .. فأرجوكي وافقي
- وليه أنا بالذات؟
- عشان انتي محتجالي أكتر منا محتالك
ثم أكمل
- أنا بعد ما طلقت داليا وأنا رافض الجواز .. مش لأني بحبها .. بس انا رافض فكرة الجواز نهائي .. مش عايز أربط واحدة بيا .. ولولا لما بنتي مكنتش فكرت في الجواز .. بس انتي بجد يا لما ظهرتيلي في الوقت المناسب.. داليا مريضة بمرض خبيث .. ونسبة شفائها منه ضعيفة جدا.. وأنا طول النهار من المحكمة للمكتب .. محدش هياخد باله منها غير لو اتجوزت. انتي كمان محتجالي .. انتي كمان لازم تنسي اللي فات وتبدأي صفحة جديدة يا لما .. أنا بديكي فرصة جديدة .. لازم تستغليها صح يا لما.. أرجوكي يا لما .. أبوس رجلك
- عايزني انسى اللي فات وأبدأ معاك من جديد .. فعلا .. بوس رجلي وهوافق على عرضك
أوقف يوسف سيارته وانحنى ليقبل قدمها
- مبسوطة؟!
ابتسمت بإنتصار
- اتفقنا
ورجعا الشقة بعد عقد القران
21
- الشقة دي كنت عايش فيها بعد انفصالي عن داليا .. بس لما انتي جيتي كنت بنام في المكتب
- ام .. وكان فين كل الاحترام دا قبل كدا
- كان .. موجود يا لما .. اللي حصل قبل كدا كانت غلطة .. غلطة وأديها بتتصلح .. انسي اللي فات بقى
أشار لغرفة
- دي هتبقى اوضتك .. ودي أوضتي ..والاوضة الصغيرة دي هوضبها للما
- كويس إن كل واحد فينا هينام في أوضة
نظر لها ثم ابتسم ابتسامة ساخر ولم يعلق على كلماتها
- المطلوب منك انك تكنسي وتمسحي وتغسلي وتطبخي وتاخدي بالك من لما في مقابل اني اديتك اسمي .. وبيتي .. وخليتك جزء مهم من اسرتي الصغيرة .. مش هفكرك باتفاقنا د ا تاني يا لما
- هو انت ليه سميت بنتك على اسمي؟
نظر لها صامتا برهة ثم رد بقوة
- عشان كنت فاكرك تستاهلي
ثم أخذ سترة بدلته وخرج بعد أن ذبحها رده
كان رده مؤلما لها ولكن ما خفف آلامها زواجها به .. ورغم انه كان زواج على الورق .. لكنها كانت سعيدة.. انها أخيرا حصلت عليه .. والشيء الآخر الذي أراحها .. أن الزمن انتقم لها منه دون عناء منها.. تشتت أسرته بالفعل .. ويبدو أنه لم يعد يملك الكثير من المال .. صحيح أن ابنته حية ترزق .. لكن يكفي انها تحمل اسمه واسمها ستعتبرها ابنة لها .. عوضها الزمن بها عن مولودها .. نعم ستحبها .. وستسترد قلب حبيبها وزوجها .. يالا فرحتها .. أصبح حبيبها الوحيد زوجها .. حتى ولو مع إيقاف التنفيذ
22
عاد يوسف من عمله مع ابنته لما فاحتضنتها لما الكبيرة ثم حاولت أن تساعده في خلع سترته لكنه أزاحها
- لازم تعرفي يا لما اني مبحبش الاسلوب دا .. انا فهمتك انتي هنا بتعملي ايه.. أي حاجة تانية انا اللي هعملها .. مش محتاج مساعدتك فيها
أحرجت لما من اسلوبه فدفعت احراجها بإعلامه ان السفرة جاهزة
- لا أنا هاخد حمام الأول .. حضريلي الحمام .. وشنطتي دي حطيها في المكتب.. وبعد كدا قبل ما اجي هكلمك تكوني محضرالي الحمام والأكل على النار .. أخلص حمامي الاقي السفرة جاهزة والأكل سخن نار .. فاهمة؟!
أومأت له برأسها
- فاهمة
- خدي لما نيميها في اوضتك النهارده لغاية ما اوضتها تجهز.. أخرج من الحمام الاقيها اتعشت ونامت والاكل اللي على السفرة دا سخن بيولع
- حاضر
جهزت لما لزوجها حمامه وفعلت ما أمرها به ، جلس على السفرة يستعد لتناول الطعام
23
- لما نامت؟
- آه .. اتعشت ونامت
- شاطرة
وبدأ في تناول أول ملعقة
- إيه دا.. الأكل ماله مالح أوي كدا
قامت لما من جلستها في خوف
- هدخل اعملك غيره حالا
- وأنا لسة هستناكي لما تعملي غيره
- أنا آسفة والله ما عرف انك بتحب الأكل حلو ملح
- اوف .. خلاص ياسيتي .. أقعدي
وأكمل بهدوء
- أديكي عرفتي .. فيه حاجة اسمها ملاحة بتبقى على السفرة .. شيفاها .. هي دي .. الملح يبقى هنا .. والاكل كله من غير ملح .. فاهمة؟
أومأت برأسها وهي تنظر للأرض في خوف وحرج
- ردي عليا .. فاهمة
- فاهمة .. فاهمة
- كويس .. انا هدخل المكتب اشتغل شوية وهخرج بعد نص ساعة . القى الأكل اللي انتي طبخاه دا كله اتاكل معرفش ازاي
وتركها ودخل مكتبه .. تركها تبكي لقسوته .. فهي أفاقت الآن على كونها مجرد خادمة وليست زوجة.
لمت لما الأطباق وخبأت الطعام في المطبخ .. فهي فقدت شهيتها من قسوته.. واسرعت لغرفتها تبكي بداخلها
خرج هو من مكتبه فلم يجدها .. فدخل غرفته
24
ظلت لما تبكي طوال الليل وعلى سريرها لما الصغيرة نائمة حتى غلبها النوم فوق أريكتها.. فنامت ودموعها على وجنتيها لم تجف .
25
كان الوقت متأخر حين فتح يوسف باب حجرة لما .. ليطمئن على ابنته فعدل لها غطائها وحمل زوجته بين زراعيه وأدخلها حجرته وهي نائمة .. وضعها على سريره برفق .. وغطاها .. ثم خرج لشرفته وأشعل سيجارا
26
استيقظت لما صباحا على رنين الهاتف .. فقامت متفاجأة حين رأت نفسها نائمة فوق سريره .. لم تتذكر ما حدث في الليلة السابقة لكن أسعدتها المفاجأة
خرجت لما لترد على الهاتف
- إيه يا لما .. صحيتي
- آه .. هو أنا جيت أوضتك إزاي؟
- أنا لقيتك نايمة على الكنبة مهونتيش عليا .. شيلتك ونيمتك على سريري .. مرضتش اصحيكي .. أنا وديت لما الكي جي .. هي بتخرج الساعة اتنين .. هتروحي تجيبيها لغاية ما اتفق مع الباص بتعها.. أنا سايبلك فلوس تحت المخدة معاها عنوان السكول بتاعها.. خدي تاكسي
- حاضر
- آه على فكرة يا لما .. قبل مانسى .. أنا مبحبش الأكل بايت.. في سوبر ماركت بعد البيت بشارعين شوفي هتطبخيلي إيه النهارده.. وابعدي عن السمك
- حاضر
- آه .. أنا سايبلك كمان فلوس عشان لو حبيتي تشتري حاجة لنفسك.. يلا سلام
وأغلق السكة
كانت كلمات لما الأخيرة منحصرة في كلمة واحدة وهي حاضر.. منصاعة بإرادتها لأوامره
27
ذهبت لما للسوبر ماركت قبل أن تذهب لتحضر لما .. وفكرت ماذا تصنع له اليوم .. أمرها أن تبتعد عن الأسماك.. فجاءت لها فكرة أن تصنع له محاشي
كانت لما فرحة أنها تصنع له طعامه وتعيش معه رغم ان معاملته لها تقتل فرحها بقربة إلا أن كل شيء يهون طالما هي معه تصنع طعامه .. وتغسل وتهندم ملابسه وتربي أبنته فكرت أن تختار له هدية ولابنته أيضا .
28
عاد يوسف من عمله ليجد حمامه جاهزا ..
- لما فين
- اتعشت ونامت
- كويس .. بكرة هتيجي أوضتها الجديدة .. وضبيها كويس .. واعملي حسابك هنتعشى بره كلنا .. وبالمرة اشتري للما شوية هدوم وانتي كمان .. بدل البيجامة دي
- الحمام جاهز ..والأكل على النار
- كويس يا لما .. عارف انك بتسمعي الكلام ( قالها بنفاذ صبر وعصبية )ثم أكمل
- ا لبيت حاسه مش نضيف .. مش هوصيكي على بيتك يا لما!
لم ترد عليه وتركته ودخلت المطبخ فلحق بها
- مش عاجبك كلامي يعني ؟
- ....
- لما أكلمك تبصيلي وتردي عليا
كانت لما تبكي بصوت مكتوم وتأبى أن يرى دموعها فلم تلتفت له ,فتركها وسمعت صوت باب الشقة يفتح ويغلق مرة أخرى
انتظرت في الصالة طوال الليل عودته .. حتى نامت مكانها .. واستيقظت صباحا لتجده لم يأت بعد ..أيقظت لما وتذكرت قدرتها على الانتقام التي ذهبت .. ومخالبها التي قضمت .. فهو أوقعها مرة أخرى في حبه وجعلها تعاني وحدها .. لا تقدر على كراهيته ولا تقوى على مواجهته..
29
أذهبت لما لمدرستها ثم عادت للسوبر ماركت تحضر الطعام .. وانتظرت العربة التي ستحضر حجرة لما حتى اتت .. قامت بتوضيبها وبتنظيف الشقة كلها .. حتى تعبت .. ثم ذهبت لتأتي بلما فعلمت أن سيارة المدرسة سبقتها بلما للمنزل .. أسرعت لما للحاق بابنته وجدتها تنتظر عند جارة لها
- جت ملقتكيش فقولت تعد معايا لغاية ما ترجعي
- انا فعلا روحت اجيبها من المدرسة لقيت الباص سبقني.. يوسف مقليش انه كلم سواق الباص
- حصل خير .. وفرصة سعيدة عرفتنا ببعض
- أنا متشكرة أوي
- متقوليش كدا الجيران لبعضيها
- يلا يا لما انا عملالك الشيبسي اللي بتحبيه
- بصراحة لما بتحبك أوي .. وطول ما هي قاعدة معايا عمالة تكلمني عن ماما الجديدة
- اه
- ربنا يخليكوا لبعض يارب
- مرسي .. عن اذنك بقى مش عاوزة أعطلك
تضايقت لما من جارتها فآثرت أن تقطع حديثها بلطف
- يلا يا لما
أطعمت لما الصغيرة ولاعبتها وذاكرت لها حتى حل الليل ووضعتها في سريرها تحكي لها الحكايات حتى راحت في النوم .. حضرت حمام زوجها وجلست تنتظره طوال الليل لم يأت أيضا
30
وفي الصباح التالي حضرت لما طعاما بعد أن ذهبت لما للمدرسة بالباص وأخذت هديتها التي كانت قد احضرتها لزوجها وذهبت لمكتبه
كانت عليا سكرتيرة مكتبه تلبس ملابس تشف عن جسدها فشعرت لما بالغيرة في حين أن عليا وقفت لتستقبلها متعجبة لزيارتها المفاجأة
- مدام لما... ؟! هو الاستاذ يوسف في المحكمة دلوقتي وزمانه جاي .. ممكن حضرتك تستنيه في مكتبه لغاية ما يوصل
- طيب .. افتحي المكتب
- بس أنا واخدة على خاطري من حضرتك ومن استاذ يوسف .. معقول تتجوزوا كدا ومتعزموش حد على فرحكوا
- اللي حصل يا عليا .. متاخديش على خاطرك
- لا .. ماهو أنا كنت هبقى زعلانة أوي انا وكل اللي بيشتغلوا هنا في المكتب لولا الاستاذ يوسف صرف لكل واحد فينا مكافئة شهر دا غير الجاتوه والحاجات الحلوة الكتير اللي جبهلنا كلنا دا أحنا مشوفناهوش مبسوط كدا من يوم ما المرحوم أخو حضرته مات
ثم أردفت
- واضح ان الاستاذ يوسف بيحبك أوي يا مدام لما .. دي حتى بنته على اسمك
ابتسمت لما ابتسامة باهتة ثم أومأت قبل أن تقول
- روحي انتي يا عليا مش عايزة أعطلك عن شغلك .. أنا هستناه هنا
31
أقدم يوسف وهو يتحدث في هاتفه الخلوي
- الورق اللي معايا يوديه في داهية خليه يطاطي للريح بقى
ثم وجه كلامه لسكرتيرته
- خديلي ميعاد مع مدام نعمت النهارده
- حاضر يا أستاذ .. مدام لما مستنياك في المكتب
أنزل هاتفه من على اذنه وهو يتأكد مما سمعه
- مدام مين؟
- لما .. مرات حضرتك
ثم أكمل مكالمته
- أوك يا رأفت .. ذي ما فهمتك ..عقله وخليه يبطل عناد .. يلا .. بالسلامة حبيبي
32
دخل يوسف مكتب مقطب الجبين قبل أن يأمر عليا بعدم مقاطعتهما
- اذيك يا يوسف
- ايه اللي جابك هنا
- أنا استنيتك امبارح وأوله مجتش .. بعدين انا معرفش رقم المكتب ولا انت مديني موبايلك
- وانتي هتغلبي يعني
عضت شفتها بألم
- دا كان زمان يا يوسف .. قبل مابقى مراتك .. وانا نسيت زمان دا ليه مش عايز تنساه
- عشان مينفعش انساه.. ومش عايز رغي كتير ايه اللي جابك هنا
- منا قولتلك .. استنيتك مجتش
- ها.. وايه المطلوب مني .. سيادتك كنتي بتستنيني ليه فيه حاجة؟
- هو لازم يكون فيه حاجة عشان اشوفك يا يوسف؟ أنا قلقت عليك.. وجبتلك أكل معايا.. و..و وهدية أصالحك بيها
أخذ هديتها والقى بها بإهمال فوق مكتبه ثم التفت لها ووضع كفيه فوق كتفيها
- بصي يا لما .. الاسلوب دا أنا مبحبوش .. من الآخر مياكولش معايا .. انتي عارفة انا بتجيلي كام ست هنا في مكتبي بحكم شغلي ؟ وكل واحدة بتبقى طمعانة .. اللي تجيب هدية .. واللي تاخد موبايلي الخاص .. واللي ترميني بنظرات وبكلام .. وحتى بحركات .. كل دا .. فاهمه كويس .. فبلاش الحركات المكشوفة دي
- بس أنا مراتك يا يوسف
- على الورق .. على الورق بس ياماما .. مش هفكرك كل شوية
- حتى لو على الورق بس .. كفاية ان يكون ليا الحق اني أطمن عليك .. وأعرف رقمك.. أفرض حصلت ظروف .. أفرض بنتك بعد الشر تعبت أو احتجناك لأي سبب .. مين ينجدني .. أوصلك ازاي
- استعيني بالجيران
- ...
وازاح كفيه
- ايه ؟مستغربة؟
- انت بتراقبني يا يوسف؟
- وأنا من امتى عنيا بتغفل عنك؟

روآية ششمس نوورك مآلهآ بقلبي مغيب بقلمي بسسمة امل
روآيتي حسبك تبيني بس الظآهر ضجيج أحاسيسي بعثر مشآعرك درآما