بعد موتي أنا بين السطور

لعل الموت يدركني قريبا والله أعلم بالأعمارِ
رأيت في المنامِ بأنني مع والدي أقبل كفيه والأقدامِ
وأقول له بأن الروح لي عادت ومرات أقول له بأن الحياةَ هي التي عادت
هي الأحلام هكذا جمالها والله أعلم بالتفسيرِ
ولكن إن قرأتم رسالتي هذه فأقرِءوا أحبتي مني السلام
وقولوا لهم إن تذكروا يوما صداقتنا أن يدعون لي بالفردوسِ
فليس بعدها سوى رؤية العزيز المنانِ
وإن زل اللسان عليهمٌ فالعذر منهم أستبيحُ ثم الغفرانَ
يا أمي عمتي أخي ويا أخواتي سألتكمٌ بعد موتي دعوة من الأعماقِ
فليس لي زوجٌ أرضيه لأدخل جنة الفردوس برضاه
وليس لي أبناء بعد موتي يدعون لي
فأطلبكم الدعاءَ لي بالثبات عند السؤالِ
ولي أخواتٌ جمع الله شملنا يوما قولوا لهم والله أني أحببتهم
فلا ينسوني يوما من الدعاءِ لعل منهم من يجاب لها فأدخل الجنان بدعوة صدقت منها إلى الرحمنِ
وأخبروا شخصا أحببته منذ الصغر أني صدقت بحبه وأني دعوت الله له السعادة دائما رغم الجراحُ والآلامِ
واخبروا من كانت نصيبه أن قلبي قد أنكسر لكن الله جبر كسرهُ
والآن لا أتمنى لها سوى سعادةَ تستمر مدى الدهر
قبل الوداع أقول لكم قبلوا رأس أمي والحبيبةُ عمتي وأقرؤوا ما خطته يداي لهم و أطلبوا منهم الدعاء لي بالسحر
وقبل الوداع أحبتي هناك حبيبتان إلى قلبي قولوا لهما أني أحببتهما جدا فلست أمشي في طريقٍ إلا وهما لي فيه مثل الروح والجسد
ولي روحٌ لها طفلانِ مثل القمر أبلغوها مني السلام وأخبروها بأنها لي شيءٌ عظيمٌ لا يمكن وصفه لأن الوصف لا يفي بالنقصانِ
وعمي الحبيب بل والدي الثاني جزاه الله عني كل خيرٍ فقد أسعدني كثيرا وما أبكاني
قبلوه وأخبروه محبتي له من الأعماقِ
هذا الوداع حل موعدهُ أقول لكم كل من عليها سيفنى يوما وما للدنيا بقاءِ
اتركوها ولا تعبث بكم فكلٌ راحلٌ واللهِ
أدعوا لي دائما بجنةِ الفردوس أدخلها مع أبي وأحبابي
وفي الختام أستبيحُ العذر منكم أن بكيتم بأسبابي فليس منا كاملُ والله
هذه كانت وصيتي كتبتها بقلبٍ باكي
وختامها صلوا على المصطفى المختارِ
و احفظوا ما خطته يدي حتى إذا قرأتموه تدعون لي بالغفرانِ