الفراشة أصبح فتيات Ftayat.com : يتم تحديث الموقع الآن ولذلك تم غلق النشر والمشاركات لحين الانتهاء من اتمام التحديث ترقبوا التحديث الجديد مزايا عديدة وخيارات تفاعلية سهلة وسريعه.
فتيات اكبر موقع وتطبيق نسائي في الخليج والوطن العربي يغطي كافة المجالات و المواضيع النسائية مثل الازياء وصفات الطبخ و الديكور و انظمة الحمية و الدايت و المكياج و العناية بالشعر والبشرة وكل ما يتعلق بصحة المرأة.
مؤيدة بنصر الله
18-12-2022 - 08:24 am
  1. لم يكن الطريق صعبا لرؤية أخيه ، وكان يحدِّثُ نفسه وهو في طريقه :


الأرنب والسلحفاة
غريبةٌ هي هذه الحياة ، كيف تمرُّ مسرعةً مع أنها تمشي ببطء شديد !
إنَّها كالسُّلحفاة في قصّة " الأرنب والسلحفاة " ونحن طبعا الأرنب ..
نتحدَّاها ونسابقها ، ونغفو لنكتشف أنّ الحياة البطيئة قد سبقتنا ...
كانت الشمسُ على وشك الغروب ، وكانا يلعبان أمام المنزل عندما سمعا صوت والدتهما تناديهما ..
وقد كانا طفلين ارتبطا برابط الأخوة - أخوان من نفس الأمّ والأبّ - ولدا في نفس المنزل وفي نفس الوطن ..
سابقا الحياة معا ، اختلفا وتصالحا مرارا وتكرارا ككلَّ الأخوة الصغار ....
وكانت والدتهما تناديهما دائما عند الغروب ليدخلا المنزل ، فيجمعهما عشاء الأهل ، وسمر الصيف ، وبرد الشتاء ، وفراش دافئ وأيّامٌ أسريَّة كثيرة ....
لكنّهما في يوم من أيّام الحياة البطيئة ، كانا يتجادلان حول الميراث بعد موت والديهما ، وبأمور كثيرة ، فاختلفا وتقاتلا ، وشتما ...
وكلٌّ سار في طريق ... لم يتكلما منذ ذلك الوقت ، ولم يتصلا ببعضهما وتمنيَّا أن يختفي كلُّ واحد منهما من حياة الآخر .....
مرّتْ الحياةُ السلحفاة وتجاوزتهما ، وهما ظلّا كلًّا في طريق ، نسيا أو تناسيا وجود الآخر ...
تزوّجا وأصبح عندهما أولادا و بنات يكبرون ...
ابنةُ أحدهما الصغرى كانت تنبش في خزانة والدها ، لتجد صورة جميلة لشابين صغيرين يشبهان بعضهما ، مبتسمين ويد كلّ واحد فيهما على كتف الآخر ...
ركضتْ تحمل الصورة وتريها لوالدها وهي تسأله :
  • من هذان الشابان يا أبي ، إنّهما يشبهانك ...

الأب حمل الصورة بيده ، وصفعةٌ قويّة من يد الزمن الصارمة ألهبتْ خدَّه ، وأفقدته القدرة على الكلام ..
لكنَّه تحت إصرار أسئلة الطفلة أجاب :
  • هذا أنا ، وذاك أخي ..

وسألت الطفلة :
  • هل أخوك ميت يا أبي ؟؟؟

وبُهت لسؤالها ، ولم يعرف أن يرد عليها ، وهي استمرت بالأسئلة البريئة ، حتى أجابها :
  • لا أعرف .. إن كان ميتا أو ما زال على قيد الحياة ..

الطفلة :
  • كيف لا تعرف ، أليس أخاك ؟؟ أنا أعرف أن أخي أحمد ليس ميتا ...

هو :
  • لقد تخاصمنا منذ زمن طويل وافترقنا ولم أعرف عنه شيئا منذ ذلك الوقت ..

الطفلة :
  • ولماذا تخاصمتما ؟!

حاول أن يتذكَّر لماذا تخاصما ، ولم يستطع التذكر ، فاغرورقت الدُّموع في عينيه ، وأحسّ بتفاهة شخصه واستصغر قيمته كإنسان ، حتى كاد أن يشمَّ رائحة عفن نفسه الصغيرة ...
وأجاب طفلته وهي تلحُّ بالأسئلة ، وكان يبتسم بمرارة :
  • لا أتذكر لمَ تخاصمنا ، أتمنى أن يكون شيئا يستحقُّ أن أفقد أخي من أجله كلّ هذا الوقت ...

الطفلة بكل براءة :
  • أتمنى أن يكون أخوك على قيد الحياة يا أبي ، حتى أزوره وأناديه عمي ..

لم يستطع أن يمنع دموعه من الانهمار ، ولم يستطع أن يمنع نفسه من الانهيار أمام صغيرته ، فبكى وأجهش بالبكاء ، وعانق ابنته الصغيرة بقوَّة حتى كاد أن يكسر عظامها ...
وكان يهمس لها بحروف يقطَّعُها بكاؤه :
  • ستزورينه إن شاء الله ...

لم يكن الطريق صعبا لرؤية أخيه ، وكان يحدِّثُ نفسه وهو في طريقه :

" كيف أسدلتُ ستارة نافذتي كلّ هذا الوقت !،ومنعتُ ولوج أشعة الشمس ، وتكوَّرتُ على نفسي ، وغفوتُ كالأرنب الجبان الأحمق المغرور ، وسمحتُ للحياة أن تسبقني ، أن تأخذ أخي مني ، أن تتركني حتى من دون ذكريات أيامنا الجميلة معا ، لربّما كانت أيقظتني...."
صوتُ أخيه يناديه ، ينتشله من أفكاره ، ويبعد الستارة لتلج أشعة الشمس ، أشعة الأخوَّة والمحبة ، إلى عتمة نفسه المتكوِّرةِ على ذاتها ...
تعانقا ، أغرقا قميصَّي بعضهما بالدموع ، وحاولا الإمساك بيد بعضهما علَّهما يركضان معا ليسبقا السلحفاة ..
وكانت الشمس على وشك الغروب ، وصوت أطفالهما يناديهما ، فيدخلا ليتشاركا عشاءً أسريًّا ، وأمسية حميميَّة ....
والغريب في الأمر أنهما معا لم يتذكرا لماذا تخاصما وافترقا ، وفي قرارة كل منهما ودَّا لو كان أمرا يستحقّ ....
النهاية ..
( بقلمي )


التعليقات (9)
سماقة
سماقة
اكثر من واقعية ....تحدث باستمرار في حياتنا القاسية ...
كل شيء في لحظة سؤال الأطفال يتبعثر ......يتحطم .....وبعدما نكون أشبعناه نسياناً نراه امام اعيننا يتدهور......وحب الأخوة
آه من تبرعم الحقد في قلوبنا حتى يغطي ذاك الحب.....وعندما يحين اوان المواجهة لا نملك الا ان تفيض العيون دموعاً ...على
لا ندري ...ماذا؟؟؟
غراء حروفك بقصة تحف الروح بأن لا ندع للقسوة مجال أن تنتصر على مشاعر الحب.....
شكراً يا مؤيدة لقصتك المؤثرة
تحياتي ..

rohefdak
rohefdak
أٌقسم برب الفلق أني القشعريره ملأت جسدي
أثرت فيني القصه كثيرآ وأعجبتني بصدق أحببت بدايه تشبيهك هذه الحيآه وكأنها السلحفآه على بطئها فهي تسبقنآ الى مالا نتمنآه
ماما ماشاء الله تبآرك الله أحببت القصه كثيرا ماشاء الله قلمك مؤثر مؤثر مؤثر ربي يحميك يارب..
وشكرآ لأنك كتبتهآ من أجلي كلي سعآده وفرح مايحرمني ربي منك يارب..

مؤيدة بنصر الله
مؤيدة بنصر الله
سماقة
تحياتي لك أختي سماقة ..
وتحية لعذوبة مرورك دائما ..
واقعية القصة للأسف وأنا كتبتها لأنها حصلت حقيقة ..
لا أدري كيف تغلف قلوبنا قسوة أقسى من الحجر ..
أشكرك سماقة لشذى عطر مرورك الرائع ...

مؤيدة بنصر الله
مؤيدة بنصر الله
rohefdak
ولا يحرمني منك أيتها الابنة الغالية ..
من جد شيء يجعل الأبدان تقشعر ..
والحمد لله أن القصة أعجبتك ونالت استحسانك ..
شكرا لك من القلب ..
وأنا سعيدة لفرحك وسعادتك
لا تحرميني عطر مرورك دائما ..

sattuna
sattuna
قصة من واقع نعيشه وللاسف
في الحياة نعيش بهمومنا وحدنا ونتقوقع في غطاء مشكلاتنا بصمت والثقل يزداد كل يوم
لكننا اذا ما شاركناه وجدنا اننا لسنا وحدنا. وجدنا اننا جميعا نمر في نفس الهموم
قصتك اعطتني هذا الاحساس وجعلتني ارى الموضوع بطريقة اكبر واكثر وضوحا
يا ليت عائلتي تقرأ كلماتك وتضرب الشمس عليها من جديد

مؤيدة بنصر الله
مؤيدة بنصر الله
أهلا ساتونا ..
أشكر مرورك الراقي في قصتي القصيرة ..
وأنا سعيدة لأنك رأيتها من زواية مميزة ..
وأتمنى من الله تعالى أن تشرق أشعة المحبة والأخوة على أسرتك
وعلى كل الأسر التي فيها خلافات بين الأخوة ..
وأتمنى من كل قلبي أن نسمو جميعا فوق الخلافات
ونسعى لنسبق السلحفاة ..
مرة ثانية أشكر حضورك العطر ..

merash
merash
ياعسى ربي يحرم يديناا تنشر الخير
وتسعى ب نور الدرب للغير
..............
الله يحرم يدينك يامؤيده النار
وخليك بطريق الخير وباصرار
.....................
ع راسي يامؤيده بنصر الله اشكركك ع قصتكك الهادفه التي تلين لها القلوب القاسيه

مؤيدة بنصر الله
مؤيدة بنصر الله
أشكرك أختي ميراش merash
على دعواتك الرائعة ( آمين يارب وإياك )
وأشكرك على المرور العطر ...
نورت ..
وأهلا بك ..

merash
merash
ع راسي يابعد حيي بس اسمي mera
تقديرا ل صديقتي بدايه اسمها كذا sh

خطبة ديكتاتور ارتجالية ساخرة بقلمي
رواية وين ماطقها عويه مستشفى الميانين رواية مضحكة اكشن مغامرات للكبار