الفراشة أصبح فتيات Ftayat.com : يتم تحديث الموقع الآن ولذلك تم غلق النشر والمشاركات لحين الانتهاء من اتمام التحديث ترقبوا التحديث الجديد مزايا عديدة وخيارات تفاعلية سهلة وسريعه.
فتيات اكبر موقع وتطبيق نسائي في الخليج والوطن العربي يغطي كافة المجالات و المواضيع النسائية مثل الازياء وصفات الطبخ و الديكور و انظمة الحمية و الدايت و المكياج و العناية بالشعر والبشرة وكل ما يتعلق بصحة المرأة.
ام عبده 276
19-12-2022 - 10:24 am
بسم الله الرحمن الرحيم
عندما تُعشق الشُرفات
بشرفة من أحد الشرفات التي تُطل على البحر المتوسط , تكشف زُرقة البحر حين عناق مع السماء , تتناغم درجات الزرقة مع نسمات هواء خفيفة تحرك برفق الأمواج لتعانق الشاطئ ذو الرمال الذهبية الناعمة .
جلست شابة في مقتبل العمر بياضها ثلجي , يخيم الحزن على ملامحها الناعمة الصغيرة , تتدلى خصلات مموجة قصيرة ذهبية على وجنتيها لتخفي عينا من عينيها الخضراوين , عليها قميص زهري مزركش خفيف رغم نسمات الهواء الباردة .
تقرأ رواية محتضنة قطتها الصغيرة , فهي كل ما تبقى لها هي و جدة عجوز خرساء بعد رحيل الأحبة .
ترقُب من بعيد البواخر التي تتجمع حولها النوارس , تحملق في الأشجار العملاقة المسنة المنهكة من مئات الطيور القاطنة فيها , تستمع الى أجمل سيمفونية تُعزف على أوتار عود المتوسط , وناي الريح و كمان الطيور المهاجرة , و طبول السفن العابرة .
كان الشمس و الصيف مدعوان للحفلة قبل أن يسحب الصيف حرارته الحارقة , و نهاره الطويل , ليمضي راحلا بعد تعب و اجهاد , و حين استشعار انتهاء أوانه , على وعد بالعودة في أقرب وقت .
و معه ولى النهار بعد أن أصاب الشمس الأعياء و الذبول و خفت ضوؤها و ما كان منها الا الرحيل . و برحيلها باتت الأجواء عاتمة لتستقبل ظهور الليل , الذي بدا في أوج نشاطه و سطوته عندما خيم على الأرجاء و فرش عتمته . كان في انتظار صديقه الذي ول من زمن من فرط تعبه .
تهلل وجه الليل بالقمر, حين أقبل صديقه الشتاء بحفيف رياحه التي لم تلبث إلا و استحالت ذات صرير .
هنا رحب الليل بصديقه الشتاء معبرا له عن مدى الشوق لسهراتهم الثنائية المعتادة , أخذ الصديقان يسترجعان الذكريات و يقهقه كلا منهم , فهناك الكثير و الكثير ممن سُحقوا تحت وطأة الظلمة و البرد تاركين عنصر الخوف من الضحية نفسها لتجتمع عناصر من شأنها أن تخلق الأرق و الفكر و القلق .
هنا بلهفة و شغف سأل الشتاء صديقه من يا تُرى ضحية سهرتنا اليوم ؟؟ ليجيبه الليل ..... أنظر هناك ..... ألا تراها .... ضحية سهلة حزينة مهمومة وحيدة كسيرة قابعة بشُرفتها , فلا أجمل من هكذا ضحية , قهقه الشتاء مُكشرا عن أنيابه بعد أن لمعت عيناه من فرط السعادة .
و بمنتهى السرعة و الجنون أقبل الليل الى شرفة الفتاة المعنية يتبعه الشتاء بخطوات , و بمنتهى التلذذ و النشوة استمتع الصديقان بذعر المسكينة التي سقطت منها الرواية , و قفزت قطتها لتنجو بنفسها .
همت المسكينة بالنهوض لتهرب داخل غرفتها لكن حال بينها و بين غرفتها الظلام , ليباغتها الشتاء برعده و برقه و مطره و رياحه العاصفة ألتي أغلقت و أحكمت باب غرفة المسكينة .
يتعالى بكاءها لتسقط الفتاة أرضا و عبثا تحاول النهوض ألمرة تلو الأخرى .
بوحشية و قسوة تتعالى ضحكات الصديقان من مشهد الفتاة , هنا لم يقاوم جسدها الضعيف النحيل أكثر لتُصرع أرضا بلا حراك مستسلمة لأقدارها , تلفظ أنفاسها الأخيرة و على لسانها تساؤلات باتت لا تبحث عن اجابه .
لماذا أنا دون غيري ؟؟؟
ألا تكفيني همومي ؟؟؟
ألا تكفيني وحدتي ؟؟؟
ألا تكفيني قسوة قلوب البشر ؟؟؟
لماذا لم يرحماني لا الليل و لا الشتاء ؟؟؟
اه و لماذا خدعتيني يا شُرفتي ؟؟؟
هنا تيقن الليل و الشتاء أنها فارقت الحياة , فرقوا لحالها , أحسا بالذنب , حاولا المساعدة , لم تفلح مساعي الصديقان في انقاذ الفتاة فقد فات الأوان .
لم يكن الغرض أبدا قتلها فقط رغبا في بعض اللهو و السهر.
بكى و بكى و بكى الليل و الشتاء حزننا على الصغيرة حتى عم المكان الماء .
40" يوما و ليلة لم ينقطع المطر و مازال الليل يخيم على الأرجاء حزننا على الصغيرة "
فإنّكَ كاللّيلِ الذي هو مُدْرِكي............. وإنْ خِلْتُ أنّ المُنتأى عنك واسِعُ
ألنابغة الذبياني
استحسنت فكرة وأعدت صياغتها بقلمي


التعليقات (9)
سماقة
سماقة
هي قصة ملؤها المغزى الذي يبين الكثير والكثير من الظلم الذي يقع على أخرين وهو عندهم مجرد تسلية ...
كانت لغتك حكيمة ...سردك ممتع وقد راقتني قصتك يا ام عبدة ...
قلمك عذب ويستحق الاعجاب
وصف الذبياني جميل..
دمت بود يا ذات البوح المتميز

مؤيدة بنصر الله
مؤيدة بنصر الله
وعليكم السلام ورحمة الله ..
آه !! من وحي الذبياني تأوَّهت حروف قصتكِ الجميلة فهمست سحرا وفكرا وروعة لا تضاهى ..
راقت لي الفكرة كثيرا ، بأسلوب جميل ووصف رائع للصور البيانية في القصة ..
أبدعتِ عزيزتي أم عبد الرحمن
فاستمري وفقك الله ..
وشكرا لمشاركتك الرائعة ..

porayinaa
porayinaa
السلام عليكم..
فكرة رائعة وممتعة ... بوصف و أسلوب راقي...
سلمت يداك عزيزتي ..
ننتظر منك المزيد
بالتوفيق

ام عبده 276
ام عبده 276
سماقة
اسعدني جدا انها راقت لك سماقة لكن يجب ان انوه ربما لم اوضح اني اعدت كتابتها من قصة مسبقة و لا استطيع ان اصف لك مدى روعة القصة الاصلية لدرجة اني كدت اجن لو لم اكتبها انا و عبثا حاولت مرارا التواصل مع كاتبها لاشرح له اني احق بكتابتها منه و استأذنه لاعادتها بأسلوبي لدرجة اني و جدت نفسي حتى والله على غلاف القصة ؟؟؟؟؟ اما عن بيت الذبياني فهذا لمستي من بوح قلبي اصحاب الحقوق اولى بها الكاتب هلال عجيز له مني كل الشكر و التقدير و التحية و العرفان وان عجزت ان اتواصل معه مشكور سماقة مرورك

ام عبده 276
ام عبده 276
مؤيدة بنصر الله
مؤيدة الغالية
كم كنت اتمنى لو كانت قصتي وحدي
احداثها لمست قلبي لدرجة جعلتني اشعر ان صاحبها سرقها مني في عالم ما !!!
اسعدني استحسانك
دمت لي داعمة

مؤيدة بنصر الله
مؤيدة بنصر الله
هي فعلا قصة رائعة جدا ..
راقت لي كثيرا ..
وأشكرك على ذكر المصدر وحقوق الفكر ..
نِعمَ القارئة أنت ..

ام عبده 276
ام عبده 276
porayinaa
اختي اميرة
سلمت و مشكور مرورك
اتمنى تقرئيها من مصدرها رائعة
لكم اختي و بكم اكتب
بارك الله فيك

noor*malak
noor*malak
سلمت يداك يا ام عبد الرحمن بالتوفبق ننتضر المزيد
يا رائعه

ام عبده 276
ام عبده 276
عزيزتي نور يسلملي حضورك لا حرمنا وجهك حلو عليا
بس دخلتي قصتي اتفتح معي قسم عطر الكلمات و اتصلحت التنبيهات
مشكورة اختي

نذالة بثرة بقلم أنثى
ooOجروح عالقة Ooo بقلم أنثى