الفراشة أصبح فتيات Ftayat.com : يتم تحديث الموقع الآن ولذلك تم غلق النشر والمشاركات لحين الانتهاء من اتمام التحديث ترقبوا التحديث الجديد مزايا عديدة وخيارات تفاعلية سهلة وسريعه.
فتيات اكبر موقع وتطبيق نسائي في الخليج والوطن العربي يغطي كافة المجالات و المواضيع النسائية مثل الازياء وصفات الطبخ و الديكور و انظمة الحمية و الدايت و المكياج و العناية بالشعر والبشرة وكل ما يتعلق بصحة المرأة.
مؤيدة بنصر الله
19-12-2022 - 12:24 am
  1. رمادُ ذكريات ..

  2. " أحبك .. أريدك لي وحدي .. أنا وأنت واحد لا يتجزأ .."


رمادُ ذكريات ..

كانت عيناها المغرورقتان بالدموع تراقبان ألسنة اللهب المشتعل يستعر بدفاترها وصورها ووريقاتٍ كتبتها ، وتراقب يديه وهي تمزِّق الدفاتر وتلقيها في النار ، وكان قلبها يخفق كلما كان اللهب يعلو ويهبط مع نسماتٍ باردة تتسلل من تحت الباب الموصد ..
كان رماد الذكريات يتبلوَّر كلما بدأت النار بالخبو ، وكانت ذراته تدور كدوامة صغيرة مع نفخات الريح التي تحاول الدخول لتعبث برماد ذكرياتها وتذروه ..
ماضيها كان هنا .. في هذه النار التي خبتْ ..ماضيها أضحى رمادا فضيا محترقا ...
صفحاتٌ كتبتها من مشاعرها ، وحروفٌ صفَّها قلمها الصغير ذات يوم ..
نظرت إليه ، إلى عريسها الذي زُّفت له للتو ، وكان يبتسم ويقول لها :
" ماضيك احترق ، وأنا حاضرك ومستقبلك .."
تألَّمت ، لمَّتْ قبضتها ، حاولت التنفس بعمق بعد أن كتمت النار صدرها ، وكتم عريسها الوسيم على أنفاسها ، بأنانيته وتملكه ...
ويهمس وهو يحاول معانقتها :

" أحبك .. أريدك لي وحدي .. أنا وأنت واحد لا يتجزأ .."

الصمتُ في تلك اللحظة كان سلاحها ، وتنهَّدت وأقسمت أنها ستنتقم ذات يوم ، وستحرق قلبه كما أحرق ذكرياتها وأوراقها ....
لم يكن قد مضى شهران على زواجهما ، وكانت مذهولة من هذه الحياة الجديدة التي أقبلت عليها ، وكان هو كمن يقبض على عصفورة جميلة رقيقة بيده ، من خوفه وحبه لها يكاد يخنقها ، فما كان منه إلا أن حبسها بقفص ذهبي ، وأسدل كل الستائر وأغلق كل النوافذ ، وأوصد الباب وجلس ليس له إلا مراقبة عصفورة مكسورة الفؤاد ، مخنوقة الأنفاس ..
في ذلك اليوم كان قد ذهب عريسها إلى عمله ، وكان المطر قد بدأ ينهمر طلّا جميلا كعادته في كل حدث مهم في حياتها..
قامت كعنقاءَ كسيرة من تحت الرماد ، وقد حانت ساعة الانتقام ، وارتدت ثيابها وخرجت إلى أقرب صيدلية ، واشترت سما للفئران ، وبعض الموز وعادت إلى سجنها ... وكانت تشعر بعلاقة تكافلية بينها وبين الحزن داخلها ، وتودِّع قطرات المطر وأرصفة الشارع ، وورقات الشجر المغسولة ، وجارتها اليمامة التي في كل يوم تهدل لها بيوم جديد ..
أفرغت السمَّ في طبق ثم بدأت تغمسه بالموز وتبتلعه ..
بعد قليل ذهبت إلى سريرها ، واستلقت تحملق في سقف الغرفة وتنتظر ساعة الموت بكلِّ هدوء وحزن ، وعدم رغبة لا في الحياة ، ولا في أيّ شيء في هذه الحياة ..
وفجأة شعرت بأحشائها وكأنها ستخرج من فمها ، وأسرعت إلى الحمَّام لتخرج كل شيء من معدتها ..
ثم عادت للاستلقاء في سريرها ..
عاد هو ووجدها مستلقية تعبة ، ولكنها مرة أخرى أسرعت إلى الحمام لتخرج ما تبقى من الطعام من معدتها ..
ابتسم وقال :
  • أها ، مبروك يا حبيتي ، أنت حامل ولا شك ..
  • " ماذا !!

كلا لست حامل ، أنا تعبة فقط ، وقد تأخرت دورتي الشهرية كعادتها فهي دائمة التأخر .."
لكنه أصرَّ على رأيه وبدأ يبتسم ويضحك ، وهو يحلم بفتاة صغيرة جميلة كأمها ،ومستقبل باهر ..
في اليوم التالي تأكَّدت من الدكتورة بحملها بجنين صغير عمره شهر ونصف تقريبا ، فشعرت بالخوف والذعر ..
ماذا لو أن السمَّ أثر على الجنين ، وولدت طفلا مشوها !!!..
ماذا لو عاقبها الله على انتقامها ، ومحاولتها قتل نفسها ، بالابتلاء بطفلها الجنين !!!
كان الذعر قد استولى عليها حتى النخاع ..
هرعت إلى الحمام لتتوضأ ، ثم صلَّتْ وصلَّت و صلَّت لله ..واستغفرت ربها ..ودعت أن يرزقها بطفل معافى كامل الخَلق والخُلق ، وشعرت أن احتراق ماضيها ورماد ذكرياتها لا شيء أمام مستقبل طفلها وسلامته ..
وسامحت زوجها ... وهرعت إليه إلى صدره الدافئ تبكي وتبكي علَّه يغفر لها أيضا ..
أحس هو بحبها وصدقها ، وشيء لامس شغاف قلبه ، فعانقها ، وهذه المرة بحبٍّ ومن دون أنانية وتملُّك ..
كان لوجود حياة صغيرة في أحشائها أثر عليها وعليه ..
فتغيَّرتْ هي ، وتغيَّر هو ...
وبعد سبعة أشهر رزقا بطفل سليم ومعافى وقوي البنية ...
شكرت الله وسجدت له لأنه تقبل استغفارها ورحمها ..وأعطاها زوجا محبا وطفلا سليما ..
أحيانا ما يبدو أنه شر لنا وأنه بؤس وأننا لا يمكننا العيش معه لدرجة أن نفكر بالانتحار ، هو نفسه خير لنا وحجر أساس لبداية حياة مشرقة أمامنا : " فعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم " ..
بقلمي ( مهداة لصديقاتي في التجمع )


التعليقات (9)
porayinaa
porayinaa
غاليتي مؤيدة...
روعة القصة ... لامست روحي..
يا الله من جمال و حرفية قلمك...
فعلا عسى أن تكرهوا شيئا و هو خير لكم... كثيرا ما نحسب أن في بعض الأمور هلاكنا و نتمنى الموت على أن لا نعيشها و لكن نعلم لاحقا أن فيها لنا كل خير...
قصة جدا جميلة و فيها معاني كثيرة .. أعجبتني
شكرا لك.
ليش ما عطيتني ه القصة يا أختي مؤيدة كنت بشارك بها في المسابقة و أخد اللقب

مؤيدة بنصر الله
مؤيدة بنصر الله
ههه ، كلو على حسابك أميرة خذيها ههه
منورة دائما ، سلمت روحك العذبة الصادقة ..
سعيدة انا لأن قصتي أعجبتك ، وسعيدة أكثر لتواجدك هنا ..
كوني دوما بالقرب ..
وشكرا لمرورك الرائع اللطيف ..

|| HONEY ||
|| HONEY ||
سلمم قلمك يا مؤيده ,
لييش كذاآ ف البدايه آحرق ذكرياآتها .. هذاآ هو حُب التملك عند البعض =,(
..
وآنا أقرأ القصه لماآ أشترت الموز أفكر كيف بتدس السم فيه ؟؟
و ف الآخير عجبت آنها ستنتقم لنفسها ع حساآب حياتها
..
قصه جميله وخفيفه , أستمتعت وآنا أقراأ فيها
تسسلمي خيتوو
بالتوفيق للجميع

سماقة
سماقة
لا يبوح قلمك إلا بالجمال ...
سيدتي الغالية مؤيدة بنصر الله
قرأتك فتذوقت رحيق إيمانك وصفاء حكمتك بنسجك لقصة في غاية الروعة....
دونت بكلماتك معنىً للتضحية والوفاء.....صورة للحب حينما يتوه في أرواحنا..ثم يجد مرساه
والله غفور رحيم ..والنعم بالله
شكراً لأناملك وتحياتي لبوحك المعبر
تقبلي مروري مع خالص مودتي...

مؤيدة بنصر الله
مؤيدة بنصر الله
|| HONEY ||
شكرا لك هني لمرورك والله يسلمك يارب ، ويوفقك
سعيدة لمرورك ولأنك استمتعت بقراءتها ..
بالنسبة لتساؤلاتك :
ماذا لو قلت لك أن القصة حقيقية فعلا وقد حدثت فعلا في الواقع من حرق الدفاتر لمحاولة الانتقام بقتل نفسها ثم الندم والتوبة والاستغفار ..
كل ما هنالك أني كتبتها بشكل قصة ...
المشاعر الإنسانية غامضة ومتضاربة وأحيانا لا يوجد تفسير لمشاعرنا ..
وشكرا لمرورك العطر ..

مؤيدة بنصر الله
مؤيدة بنصر الله
سماقة
شكرا لك سماقة العزيزة ..
وأنت لا يقطر قلمك إلا بقطرات الندى ..ينتشي به الورق الظامئ ..
أشكرك وأشك مرورك العطر ..
سعيدة أنك تلقيت القصة من باب الوفاء والإخلاص ..
ابقي دائما بالقرب ..

ام عبده 276
ام عبده 276
مؤيدة الغالية لا ادري لماذا .... و لكني كم كنت أتمنى أكون أول من يستمتع بكتلة المشاعر تلك غربة ثم غدر فثأر... وحدة ثم يأس فأمل.... صبر ثم حكمة فسعادة كتلة .... كتلة رائعة من المشاعر الانسانية المتباينة صاغتها المبدعة المتمكنة بقلمها ...... والله و كأني ذاك العصفور بالقفص .... من سبب حياة من ؟؟ ربطي بشكل مبهم رائع يترك للمتلقي حبل اليقين ...ليصل لعلاقة روح الام بروح طفلها .... اعراض حمل الصغير هي من ساعدت في تقصير مدة السم في الجسم و بالتالي طرد السم من الجسم و انقاذ الام ....... رائع رائع استمتعت فلا تبخلي علي بالمتعة في انتظار المزيد كلما سمحت ظروفك

مؤيدة بنصر الله
مؤيدة بنصر الله
أهلا بك غاليتي أم عبد الرحمن
هل تعلمين أيضا أني تنميت أن تكوني أول من يقرأها !!!
سبحان لله !
أعجبني قراءتك وتحليلك للقصة وكأنك عشتها لحظة بلحظة ..
وفعلا أعراض الحمل هي من أنقذها وأخرج السم من معدتها قبل أن يتحلل إلى دمها ( بإذن الله )
سعدت كثيرا لوجودك هنا ..وبردك العميق ..
وسعدت لأن القصة نالت إعجابك ..
وبكل هذا الدعم منكن عزيزاتي سأبقى إن شاء الله أعطي حتى يجف القلم ..
حقا شكرا من القلب لوجودك ..

ام عبده 276
ام عبده 276
و بت كلي يقين اننا روح تسكن جسدان

ooOجروح عالقة Ooo بقلم أنثى
خبايا المستقبل بقلم أنثى