الفراشة أصبح فتيات Ftayat.com : يتم تحديث الموقع الآن ولذلك تم غلق النشر والمشاركات لحين الانتهاء من اتمام التحديث ترقبوا التحديث الجديد مزايا عديدة وخيارات تفاعلية سهلة وسريعه.
فتيات اكبر موقع وتطبيق نسائي في الخليج والوطن العربي يغطي كافة المجالات و المواضيع النسائية مثل الازياء وصفات الطبخ و الديكور و انظمة الحمية و الدايت و المكياج و العناية بالشعر والبشرة وكل ما يتعلق بصحة المرأة.
mon papillon
18-12-2022 - 09:24 pm
  1. "أعتذر.. إن مطبخي ليس لائقا كثيرا.. إنه..."

  2. "يكفي !!! "

  3. لم أحصل على تلك النظرة التي رغبت بها فتابعت بهمس:

  4. "هل تتزوجينني؟"


بسم الله الرحمن الرحيم
ورود و مزهرية
"قصة قصيرة"
مرضتُ فأتى يزورني و بين يديه باقة صغيرة من الورود قد تزينت برذاذ لامع من ابتسامته.. سألني:
"أين يمكنني أن أضع الأزهار؟"
فأشرت إلى مزهرية كبيرة فاخرة لم تلبث ثوانٍ قليلة حتى ضمت تلك الوردات التي -من قِلّتِها- غاصت وسط زخرفة المزهرية.. بان الامتعاض على وجهه و هو يردد بحرج:
"أنا آسف لأن الباقة صغيرة"
لكني لم آبه فقد كانت تلك الزهور أجمل لدي من رياض العالم أجمع. و كانت ألوانها أزهى من كل تلك الزخرفات التي تملأ غرفتي، لأنها الأزهار التي امتزج عبيرها بعطر الرجل الذي أحب.
مرض فذهبت أزوره و أنا أحتضن بين ذراعيّ باقة كبيرة من الورود المختلفة. كنتُ قد اخترتها بنفسي و حملت كل واحدة فيها بحب و شغف.. سألته:
"أين يمكنني أن أضع الزهور؟"
فتردد قبل أن يشير بحرج إلى مزهرية زجاجية صغيرة و قد غزت زجاجها الباهت بعض الشقوق و الخدوش، و قال محرجا:
"يمكنكِ.. وضعها هناك"
نكس رأسه و ردد متأسفا:
"آسف، ليس لدي غيرها"
وضعتها فيها بسعادة و كأنني أرى أجمل مزهريات العالم. لم تكن بمثل زخرفة مزهريتي و لا بمثل اتساعها و لا بمثل فخامتها، حتى أنها قد ضاقت بكل تلك الورود، لكنها كانت جميلة جدا.
استدرت إليه لأراه يحاول النهوض من مكانه فتساءلت باستغراب:
"إلى أين؟"
رد بوهن ألزمه المرض إياه:
"إلى المطبخ، سأعد بعض القهوة"
أعدته إلى مكانه و قلت بحزم:
"أنت مريض و عليك ألا تتحرك.. ابق هنا و سأعد أنا القهوة"
حاول الاعتراض مجددا بنفس الإحراج:

"أعتذر.. إن مطبخي ليس لائقا كثيرا.. إنه..."

"يكفي !!! "

لم أعرف كيف صرخت و لا من أين أتتني الرغبة أو الجرأة بالصراخ فأنا لم أكن غاضبة و لا ناقمة و لا متذمرة. كل ما في الأمر أنني سئمت اعتذاراته الكثيرة. كان صراخي بتلك الطريقة كفيلا بإلجامه الصمت لأبدأ أنا نثر كلماتي التي قد تبدد ضباب حيرته:
"آسف ! آسف ! آسف !! عم تعتذر بحق الله؟ لماذا تواصل القول أن كل ما لديك لا يليق بمقامي؟ أهكذا تراني دوما؟ مجرد فوارق خلقها المال بيننا؟ هذه الأمور التي تعتذر بشأنها طوال الوقت يا سيدي ليست سوى درجات دعمتها ركائز المال في سلم المجتمع. ما العيب في أن تكون فقيرا؟ ما العيب في أن تملك مطبخا رثا و لا تملك المال الكافي لتشتري لي باقة ورود أكبر؟"
اقتربت منه أستجدي نظرة لطالما تمنيتها منه و تابعت بهدوء:
"أتظن أنك أخطأت حين أحضرتَ باقة أصغر من مزهريتي؟ أم أنك أخطأت لأن مزهريتك لم تتسع لورودي؟"

لم أحصل على تلك النظرة التي رغبت بها فتابعت بهمس:

"إن كان ذلك ما يزعجك فلمَ لا تشاركني مزهريتك لأضع فيها باقة لا زالت تزين شحوب غرفتي؟ لمَ لا تدعني أشاركك مزهريتي لتضع فيها باقة اخترت لك كل وردة فيها بنبضة من قلبي؟"
و أخيرا بدأت تلك الملامح الوجلة -التي أكره- تنسحب بخذلان من وجهه لتبدأ ريشة السعادة برسم أخرى غيرها. نظر إليّ طويلا بتلكما العينين المتلألئتين و قد التهمت حدقتاه كل جزء من عيوني. لم أكن أظنني بذلك الضعف، فبعدما حصلت على تلك النظرة التي أريد انهارت دفاعاتي و سحبتني قدماي للتراجع هاربة، لكن يده القوية قد امتدت لتجذبني نحوه و ترميني بين أعطاف صدره الرحب:
"إذن هل يمكنكِ أن تشاركيني مزهريتي العتيقة في منزلي الرث؟ إنه خال من كل شيء تقريبا.. إلا من قلب غني.. غني جدا لأنه امتلأ بحبك"
صمت ليبحث عن كلمات مناسبة، لكنه وجد أن العبارة التقليدية التي انتهجها العشاق دوما ستكون ملجأه الوحيد للهروب من فقر الكلمات هذا فردد بعمق و دفء:

"هل تتزوجينني؟"

خفق قلبي بقوة، و تدافعت النبضات من صدري لتتمازج مع النبضات الراكضة بين أنفاسه. لم أرفع رأسي عنه و لم أشأ أن أبعد نفسي عن أحضانه. ربما لأنني شعرت هناك بأمان لم أجده في مكان غيره. ربما لأنني عثرت على المكان الذي عليّ أن أنتمي إليه حقا. ربما، لا، بل حتما لأنني فزت بالقلب الذي تمنيته دوما. تعثرت حروفي و هي تخرج من بين شفتي لتصل إلى قلبه قبل أذنيه:
"أحبك"
قلتها بوله كبير و أنا أنظر إلى منظر سحرني و شكرته كثيرا.. منظر جمع تعانق ورودي مع مزهريته بالتحام جميل بدد كل دافع للحيرة و التردد و كأنه يؤكد أن...
"ليس في الحب فوارق"
"ورود و مزهرية"
بقلم: سمية بن عبد الله فقير


التعليقات (6)
mon papillon
mon papillon
قصة "ورود و مزهرية" هي مشاركة بسيطة متواضعة مني في مسابقة العزيزة "مؤيدة بنصر الله"
"بقلم أنثى"
قصة قصيرة جمعت فيها حروفا نبضتها مشاعر في لحظة قد مرت فجأة عليّ فلم أشأ إلا أن أشارككن إياها.
أرجو أن تعجب ذائقة قارئاتنا العزيزات
سلام ^_^

ام عبده 276
ام عبده 276
عزيزتي سمية قصة جميلة منمقة السرد تحمل عبرة و مغزى نجحت في نقل المشاعر بحرفية بالتوفيق تحياتي

مؤيدة بنصر الله
مؤيدة بنصر الله
السلام عليكم ..
أولا أريد تهنئتك على لغتك العربية ، حقا إنها جميلة وخالية من الأخطاء النحوية والإملائية ..
فشكرا لك ..
ومن ثم وصفك جميل ساحر فيه حِرفية كاتب ..
عزف على أوتار الحرف ..
والقصة جميلة وفعلا العلاقات الإنسانية عامة والحب خاصة ،يجب ألا يكون فيها فوارق مادية ..
شكرا سمية لمشاركتك الجميلة
ونطمع بالمزيد من سكبك دائما ..

porayinaa
porayinaa
قصة جميلة و أسلوب رائع ... موفقة أختي سمية

سماقة
سماقة
هنا أنت الوروود في مزهرية قسمنا يا سمية
القصة ورغم قصرها إلا أنها مشهد ينطوي على العمق البليغ
في المغزى والأسلوب
بالتوفيق لك ولسحرك المنثور من روعة حرفك
بالتوفيق مع خالص تقديري لك
تحياتي

سماء الربيع
سماء الربيع
قصة تحفة و مليئة بالمشاعر الرائعة التي تغمر قلبي بالدفء
احببتها
و احببتُ استخدامك الموزون للكلمات عندما كررتِها .
اتمنى لك كل السعادة ي اختي الغالية .. و ارجو ان يجدك فارس احلامك في اسرع وقت
^________________^
في امان الله

قصور السماء
أميرة بقلم أنثى