الفراشة أصبح فتيات Ftayat.com : يتم تحديث الموقع الآن ولذلك تم غلق النشر والمشاركات لحين الانتهاء من اتمام التحديث ترقبوا التحديث الجديد مزايا عديدة وخيارات تفاعلية سهلة وسريعه.
فتيات اكبر موقع وتطبيق نسائي في الخليج والوطن العربي يغطي كافة المجالات و المواضيع النسائية مثل الازياء وصفات الطبخ و الديكور و انظمة الحمية و الدايت و المكياج و العناية بالشعر والبشرة وكل ما يتعلق بصحة المرأة.
مؤيدة بنصر الله
19-12-2022 - 01:24 am
في ذاتِ يومٍ ماطر ...
في ذات يوم ماطر ، كانت حبَّات المطرتصطف بهندسةٍ إلهية بارعة ، لتشكِّل
خيوطا منهمرة من عيون السماء ، وكانت الريح تغيِّرُ مسار خيوط المطر
المستقيم ، ليصبح مائلا كخصلات شعر غجرية ساحر ، تهتُ في رماديَّةِ طرقاته ..
لم يكن يكفي أن أراقب المطر من وراء زجاج شفاف ، أو أسمع نقرات أنامله
المائية على درفتي نافذتي ، وكانت رغبة عارمة بأن يغسلني المطر كما
غسل أبنية المدينة و طرقاتها ، وأشجار الغابة ودروبها ، وزهور الحديقة
وصخورها ، فاكتستْ ببريق الطهارة والنضارة ....
توشَّحْتُ حماقة رغبتي ، وانتعلتُ صخور دربي ،و سرتُ ببطء والمطر
يجتاحني ، والريح تدفعني ، والبرق يضيء تارات طريقي ، لا بأس فالمطر صديقي ...
وكان لا بدَّ من مرسى ، فتوقفتُ عند مسكنها، ودعتني لفنجان قهوة ، ولا
أجمل من فنجان قهوة في ذات يوم ماطر !!
كان صوتها ناشزٌ يعكِّر لحن المطر ، وضحكتها الصارخة تضيِّع رهبةَ المطر ، وتساءلتُ لم هي رفيقتي !!
لأننا في نفس الكلية والقسم ؟ والقدر جمعنا بنتين وحيدتين ؟
ربما ...
قلَبَتْ فنجان قهوتها ، وقالت لي مازحة :
  • لمَ لا تقرأين لي فنجاني ؟!!

فابتسمتُ :
  • ومن قال لك أني قارئة فنجان ؟!!

ومن دون أن أسمع ردا ، حملتُ فنجانها بين أصابعي ، وتأملتُ فيه وأنا
الجاهلة بخطوطه ، ثم نظرتُ في عينيها ، كانت كتابا مفتوحا – على الأقل
بالنسبة لي - وهمستُ لها :
" - إنَّكِ دائمة القلق ، يا "سهام" وشيء ما يقلقك باستمرار ..
هناك شخص تهتمين لأمره لكنه يدير ظهره لك ولا يهتم ..
هناك من جرحك ذات يوم ، وأنت لا تستطيعين النسيان .. "
ورفعتُ نظري من فنجانها ، لأرى عينييها محملقتين في عيوني ، ثم ضحكتْ
ضحكتها الصارخة الناشزة تلك وأقسمتْ باستغراب أنَّ كلَّ ما قلتُه لها صحيح
..وأني أفضل من قرأ لها فنجانا ذات يوم ...
ابتسمتُ وأنا الجاهلةُ بخطوط وقراءةالفنجان ، بل ولا أؤمن بهذه الترهات ...
لكن في تلك اللحظة وأنا أنظر لعينيها وردة فعلها ، عرفتُ لم كنت أرافقها !!
لأنها طيبة القلب ، لا تنافق ولا تعرف كيف تنافق ...
تركتُها مع خطوط فنجاها ، وعدتُ لغرفتي ، تبلَّلني قطرات المطر الذي بدأ يصبح طلّا هادئ الرتم والنغم ...
عدتُ أتأمل فنجاني ، ولم أعرف أن أكون ماهرة في فك شيفرة خطوطه كما فعلت مع " سهام " ..
هل ذاتنا دائما بحرٌ حالك السواد ؟!ويتطلب الأمر غواصا ماهرا لنكتشف مكنونات أنفسنا ؟!
أم أنَّها صفحةٌ بيضاء ، وضباب إنسانيتنا الخرقاء يحجبها ؟!
مهلا، لقد عرفتُ الجواب في ذاتِ يوم ٍماطر ، ولا أدري عنكم بعد !!!
بقلم أختكم : مؤيدة بنصر الله


التعليقات (6)
ام عبده 276
ام عبده 276
هنا .... قد يطول الحديث , و ربما يجب ان يكون وجه لوجه لكن مؤقتا دعينا نقول .... لا ادري عن نفسي انتاباني شعور بالزعر من المشهد ربما لخلفية قديمة بذاكرتي عن المطر و خصوصا ليلا مع انك قلت" ذات يوم" لكن استقر بمخيلتي الليل! أولا العنوان رائع و الصورة معبرة جدا .. تأملتهما كثيرا قبل القراءة و حاولت استنتاج ملامح القصة الوصف بالمفردات و التعابير كان في منتهى الروعة و الجمال اما بناء القصة اللغوي ... اكيد لا يفتى و مالك في المدينة سهام في القصة كانت شخصية غير واضحة المعالم فقط علمت ان الكاتب غير راضي عن معرفتها .. ربما كان حكم شخصي جانبه الصواب! هنا أتساءل الى أي مدى من حقنا الحكم على الأشخاص من منظورنا الشخصي و وضعهم في قالب خير او شر! ربما تجاربنا لا تكفي للحكم على الأشخاص من الظاهر اما عن زريعة الكاتب في استمرار العلاقة مع سهام و هي "انها لا تنافق و لا تعرف كيف تنافق" .. اعتقد انها ليست السبب الوحيد لاستمرار العلاقة بدليل ان هناك قلوب طيبة و تنافق لتستمر في الحياة! بالنسبة للسؤال
هل ذاتنا دائما بحرٌ حالك السواد ؟!ويتطلب الأمر غواصا ماهرا لنكتشف مكنونات أنفسنا ؟!
أم أنَّها صفحةٌ بيضاء ، وضباب إنسانيتنا الخرقاء يحجبها ؟! اعتقد ان كل انسان في قرارة نفسه يعلم تماما عيوبه و مميزاته و رغباته لكن هناك من يعترف بها و لو على الأقل لنفسه و هناك من يخفيها حتى عن نفسه ! بالنسبة لي دائما كنت جلاد .. أقيم نفسي و اقسو عليها لأبعد درجة **** كانت رحلة رائعة ربما فتحنا النقاش حولها الليلة .. لكن لم ينتهي بعد دام سكب قلمك غاليتي

مؤيدة بنصر الله
مؤيدة بنصر الله
لا أدري حقا ما أقول !
وأنا أقرأ تحليلاتك المنطقية ، ونقدك الرائع الذي جعلني أقول : آه ثم آه من جمال ما خطت يداكِ ..
وحري بي قبل كل شيء : شكرك غاليتي على نقاشك الجميل ...
وسعيدة لأن الصورة أعجبتك لأني استغرقت وقتا طويلا وأنا أبحث عنها في النت حتى اخترتها ..
واتمنى أن تكون قد أعطتك بعضا من ملامح القصة فعلا ؟؟
فعلا في القصة الكاتب ( ^_^) : غير راضي تماما عن سهام ، ولاحظي أني كتبتُ : أرافقها ولم أقل أصادقها ..
( الرفقة تختلف عن الصداقة )
وذكرت أنهما البنتان الوحيدتان في القسم ، فاضطرتا للترافق ، وهو أحد الأسباب ..
وأنا أعتقد أن طيب القلب لا يعرف النفاق أبدا ، فهو إما مقبلٌ بشغف أو مدبرٌ عند عدم الرضى ..
أما لأي مدى يمكننا الحكم على شخصية الآخرين ، فهي : تصرفات الشخص ذاته ، وردود أفعاله ، وأقواله وأحكامه ، وأكيد هذا يأخذ وقتا في العلاقة لاكتشافها ..
أما للوهلة الأولى فهو ليس حكم على الآخر بقدر ما يكون : أن نرتاح له أو لا نرتاح
وهذا أيضا ليس بالضرورة أن يكون حكما نهائيا ....
فالأيام هي الحكم بالنهاية ..
بالنسبة لجواب سؤالي : فأنا عرفت الجواب في ذات يوم ماطر(^_^) ، وهو نفس جوابك غاليتي :
فعلا كل إنسان يعرف مكنونات داخله ورغباته وأخطاءه وعيوبه ومزاياه ،
لكن البعض ك " سهام " مثلا ، يحتاج إلى يدٍ يمسك بها لتدلَّه على الطريق إلى مكنونات نفسه ..
حقا سعدتُ كثيرا بنقاشك ، وسعدت لرؤية من مازال يقرأ بعمق وبأفق مفتوح ..
ألف شكر لك أيتها الرائعة ..
وللحديث بقية إن شاء الله وقدر لنا اللقاء ، فلربما أخبرتني عندها لم الذعر من المطر في الليل ؟!!
دمت بكل خير ..

ام عبده 276
ام عبده 276
مرحبا مؤيدة .... الشكر موصول غاليتي على خلق مساحة جميلة للحوار .. الصورة طبعا معبرة جدا و لكن دعي توقعاتي الان ....اثارة طبعا بالحياة يمر علينا كثير معارف لا ترق للصداقة ابدا .. لا ادري ان كان قصدك بالنفاق ما تصورت انا .. انا تصورت مثلا المبالغة و المجاملات و غيره من الأمور التي تفرضها الحياة أحيانا و فعلا انا صادفت بشر من اغلب ما يكون و مضطرين لهكذا السلوك دفاعا عن لقمة العيش او غيره لهذا أرى ان الحكم على الناس صعب جدا و يجب ان يؤخذ في الحسبان ظروفهم ... و عن نفسي قررت التعامل مع البشر عموما بشكل سطحي لحدا ما و البعد عن قولبتهم انا اسعد والله .. اللهم ارنا الحق حقا و ارزقنا اتباعه و ارنا الباطل باطلا و ارزقنا اجتنابه و دائما للحديث بقية دمت سالمة

مؤيدة بنصر الله
مؤيدة بنصر الله
شكرا لك غاليتي ..
طيب القلب بنظري هو صاحب القلب النقي ، وليس الإنسان البسيط كما اعتدنا ..
والقلب النقي لايشوبه النفاق ، والمجاملة والكلمة اللطيفة الطيبة تختلف عن النفاق ..
على كل حال ، حقا أشكرك من كل قلبي ...
ودمت بكل ود ...
ودائما كوني بالقرب ..

rohefdak
rohefdak
آه آه آه ياروعه نقاشكما ماشاء الله تبارك الله
تعلمت منكما درس مفيد أضيفه في حياتي ولتجرباتي أقول صمتي أبلغ
بت لا أجيد التعبير عن مافي خاطري ولكني صدقًا معجبه بنقاشكما ..
مامتي عشتُ معك جوًا عميقا تخيلت فيه كل شي وياليت قطرات المطر تجرك اليّ يومًا..
ماشاء الله وتببارك الله <<هي تعليقي على مانثرتِ
دمتِ لنا يارب

مؤيدة بنصر الله
مؤيدة بنصر الله
آه يا روعة حضورك النديّ رغودة
كقطرات مطر أنعشت قلبي الجاف ...
وسعيدة لأن موضوعي والنقاش أعجبك واستفدت منه ..
ومن يدري قد تجرّني قطرات المطر إلى محياك يوما ما
وعندها سيكون يوما قد أكتب عنه قصة في ذات يوم ماطر ساحر ..
أشكر عطرك الذي فاح هنا ولمَّا يتبدد الشذى ..

برسم البيع قصة قصيرة
خيوط من نور لاينقطع قصة أم