الفراشة أصبح فتيات Ftayat.com : يتم تحديث الموقع الآن ولذلك تم غلق النشر والمشاركات لحين الانتهاء من اتمام التحديث ترقبوا التحديث الجديد مزايا عديدة وخيارات تفاعلية سهلة وسريعه.
فتيات اكبر موقع وتطبيق نسائي في الخليج والوطن العربي يغطي كافة المجالات و المواضيع النسائية مثل الازياء وصفات الطبخ و الديكور و انظمة الحمية و الدايت و المكياج و العناية بالشعر والبشرة وكل ما يتعلق بصحة المرأة.
نجمة الكتابة
02-12-2022 - 01:31 am
بسم الله الرحمن الرحيم
.. // السلام عليكم و رحمة الله و بركاته // ..
جئتُ لأنقل لكم .. أحدى رواياتي ..
..رواية بحرينية ..
تتحدث عن قصة حب .. إجتازت كل القضايا
الإجتماعية . . النفسية .. السياسية ..
حناني
( لو فكرت أنساك .. فكرت ان العمر نساني )


التعليقات (7)
نجمة الكتابة
نجمة الكتابة
الجزء الأول : (( خبر مفاجئ ))
يومين مروا على المدرسة، كل شيء مثل ما كان، الدراسة .. الإختبارات .. الصرقعة .. الهبال .. الهوشات .. مخالفة القوانين و الإبداعات. الصبيان هم نفسهم، بأشكالهم المختلفة و شخصياتهم الغريبة و العجيبة .. و من بينهم كان قاعد على كرسيه في الصف يطالع جدول الحصص الأسبوعي. الأولاد رفضوا الدراسة في الأسبوع الأول لأنه بداية الدراسة و توهم جايين من عطلة .. لكنه فضل الدراسة لسببين أول سبب لأنه مل من العطلة و يبي شوية أكشن و دراسة، و ثاني سبب لأنها آخر سنة له في الثانوية و لازم شوي يشد. رغم أنه من المتفوقين في المدرسة، و تحديداً في القسم العلمي، أختار هذا المجال لأن يبي يدخل هندسة بالجامعة، و والدينه مصرين إنه يدخل علمي لشطارته.
ولد يطلع و ثاني يدخل الصف، الباب دايم الحركة لكنه في مكانه ما تحرك .. بس حط الورقة على الطاولة .. و تنفس الصعداء .. مستانس لوجوده بالمدرسة و متحمس بعد .. يفكر وش بيصير هالسنة. و فجأة أنفتح باب الصف، كانوا اصدقائه حسام و محمد جايين لجهته أخذوا لهم كراسي و قعدوا.. أبتسم:
_ هاه إلا أشوفكم جيتوا؟
تكلم محمد بحماس:
_ والله فناتك .. ما بتصدقني ما بدت الحصص و يوسف و جماعته شردوا
محمد بيظل محمد، بقى عليه سنة و يدخل الجامعة، لكنه مرح و مشاغب .. عقله صغير رغم أن حجمه كبير شوي و إلي يشوفه يعطيه أكبر من عمره. أما حسام إلي كان ناوي يدخل أدبي بس أهله رفضوا و طلبوا منه يدخل علمي نفس ما سووا أهل صاحبه، تكلم و هو يعدل نظارته الطبية متجهة أنظاره الى محمد:
_ و ليش ما شردت وياهم؟
رد عليه بطريقة ما تليق عليه:
_ لا كبرنا على هالسوالف
و أنتبه لسكون صديقهم الثالث .. فقال بصوت ثقيل:
_ جواد
ألتفت جواد إليه .. ألي كان يتابعهم من أول ما تكلموا بصمت .. رد بصوت غير عن صوت محمد الخشن المكار، و غير عن صوت حسام الي شوي ناعم و أحياناً الواحد يحسبه صوت بنت .. رد بصوته الفخم الواطي إلي نادراً ما يعليه إلا بالهوشات:
_ نعم؟
أبتسم محمد إبتسامته المرحة:
_ شفيك ساكت؟؟
بإختصار رد عشان يسكته .. و هو من النوع إلي يفشل الواحد و يسكته بسرعة:
_ ما عندي شيء أقوله
لف محمد على حسام .. قامت تشتغل عنده اللعانة و يبي يستهبل:
_ حسامووه شكل الأخ غرقان
"غرقان" كلمة أو تشفيرة أختاروها بعض من شباب هالمدرسة لما يقولون عن واحد يحب، و أغلب الصبيان يقولون انها كلمة تقليد على أغنية راشد الماجد "الغرقان". حسام ما يعرف يستهبل وايد عشان جذي رد:
_ لالالا جواد ما يغرق مخلي البحر حقك،
أبتسم جواد بوجه حسام بدون تعليق .. بس محمد ما سكت:
_ لالا شوفه قاعد يبتسم .. هذا مو بس غرقان .. إلا غرقان غرقان
قالها وهو يهز يده فضحك جواد، و ضحك وراه حسام و عم الصمت بينهم لين قال محمد بعد تفكير:
_ انا واحد مستحيل أحب
طالعوه الأثنين ما كأنه شيء جديد لأن يعرفون محمد زين، وسأل جواد بمرح:
_ للحين ما تحب البنات؟؟
محمد صحيح مرح و فكاهي بس متعقد من اشياء وايد و شيء منهم البنات .. لأن أخوانه كلهم كبار و صايعين عاشوا قصص حب فاشلة .. و أصدقائه بدل ما يقصون على البنات البنات يقصون عليهم .. فتعقد و قرر أن ما يحب. اكيد اوقات يشوف بنت في مجمع و لا بأي مكان يعجب بها بس يتذكر حزن أخوانه على علاقاتهم، و سب أصدقائه بالبنات الي خانوهم يتوخى الحذر و ما يتهور. أجاب بثقة:
_ مو كلهم .. ما ابي أحب .. ابي بس اذا تخرجت من الجامعة أمي تخطب لي و أخلص .. لا أبي حب و لا خرابيط
كان المفروض أن حسام يتكلم عن حالته في الحب أو البنات، بس سكت لأن الشيء الي المفروض يقوله اكيد ما بيعجب محمد الفري و جواد الصعب. و هو أن أمه تبيه يتزوج بنت عمه، فهو من عائلة تعتمد دائماً على التقليد .. و أمه دائماً تمشي وراء أبوه و ما تعترض بأي شيء .. عشان جذي طلع حسام نفسها من النوع الي يطيع مو يصيع. و هو بينه و بين نفسه معجب ببنت عمه لشكلها قبل أخلاقها، و ناوي يتزوجها عن قريب .. لأنه ناوي يسافر للدراسة و يبيها معاه. أما جواد فهو من النوع الي ما يحب التقليد و يبي الشيء يمشي مثل ماهو عاجبه، مأجل الحب الى وقت الجامعة لأنه يحس ان هذا مو وقت الحب .. و مخطط ان يحب بنت بالجامعة و يتزوجها اذا تخرج، بس الله الوحيد العالم الي يعرف وش ممكن يصير. لما طال الصمت قرر حسام يغير الموضوع قبل لا ينقلب ضده و يحاول محمد يعرف شيء عنه، و هنا تذكر شيء مهم كان المفروض يقوله أول ما عرفه بس نسى. نطق بصوت يحمس:
_ أيه شباب نسيت أقولكم شيء
محمد و جواد في نفس الوقت:
_ شنو؟؟
حسام بتمهل:
_ تعرفون صالح عبدالاله؟
جواد يعرف هالاسم زين، لأن صالح عبدالاله إنسان عزيز عليه بعض الشيء، يعرفه لأنه كان بالعلمي و بصفه و شارك معاه بفريق المدرسة للكورة، لكن هذه السنة ما صار معاه و طلعت إشاعة أنه برى المدرسة .. لهالسبب قال محمد:
_ هذا الي طلع من المدرسة؟؟
جاوبه حسام متحمس لردة فعلهم:
_ إيه .. هذا طلع مو بس شارد من المدرسة إلا شارد من بيتهم!!
أنصدم جواد، و محمد ما فهم:
_ مافهمت يعني شنو؟؟
جواد سأل بإهتمام:
_ من صجك تتكلم؟؟
حسام حاول يقول إجابة ترد على كل أسئلتهم:
_ أي .. انا في واحد اعرفه يقرب لي من بعيد أسمه علي، يصير ولد خالة صالح .. شفته في عزيمة و سألته عن صالح قالي صارله أسبوع مختفي عن البيت و محد يدري عنه، يقول انه من هذلين الي يحرقون و يروحون في مظاهرات و الشرطة تدور عليه و على جماعته عشان جذي ما يقدرون يخبرون الشرطة و لا يقدرون يحصلونه، أبوه و عمه مشتغلين في التدوير و شاكين أنه برى البحرين.
في هالوقت كانت جارية "الأحداث" في البحرين .. الشعب البحريني يحتج لمواضيع متعددة تقوم المظاهرات و الحرايق و الشغب .. و واحد من الشباب الغاضب هو صالح. محمد ما كان عاجبه الموضوع لأنه ما يحب صالح .. لسببين أول سبب لشخصيته العصبية و الحادة و ثاني سبب لإهماله في المدرسة و مظاهراته و تهوره. أما جواد فأهتم و أندهش من الي سمعه:
_ و حصلوه و لا للحين؟؟
حسام بضيقة مصطنعة:
_ لا ما حصلوه تخيل صار له أسبوعين مختفي
قاطعه محمد بنرفزة:
_ هذا واحد مخترب ماعليكم منه يروح بألف داهية
جواد يكره تعقد محمد بس ما حب يناقشه في الموضوع لأن سالفة صالح أهم .. فكر بهاللحظة أن من واجبه يسأل عنه و يشوف وش صار عليه:
_ في أخبار ثانية عنه؟؟
هز حسام رأسه ب"لا"، فقال جواد بينما محمد طلع تلفونه و بدأ يحوس:
_ أوك عندك رقم الي يصير له؟؟
رفع محمد عيونه بسخرية على إهتمام جواد .. أما حسام قال:
_ تقصد علي؟ أي عندي رقمه .. ليش تبيه؟؟
جواد أنتبه لنظرات محمد و فهم أن محمد يستنكر حركته .. لكن ما اهتم و قال بإصرار و قوة أكبر:
_ أبي أتواصل معاه و أشوف سالفة صالح يمكن يطلع عندي شيء،
هني ما قدر محمد يمسك نفسه و لا يتكلم:
_ و أنت ليش مهتم؟
ناظره جواد بجدية:
_ صالح صديقي و يهمني أمره ..
و لف على حسام يبي بهالطريقة يسكت محمد:
_ عندك تلفونك الحين؟؟
حسام جاوبه كأنه واحد مستهبل:
_ تبي الرقم الحين؟؟
حرك جواد رأسه ب"أي"، فهز محمد راسه و حط سماعات التلفون بأذونه و شغل أغنية عشان يبتعد عن الموضوع .. أخذ جواد رقم علي، و ما طال الوقت لين بدأت أول حصة .. محمد ما أستحمل إلا حصتين و في الثالثة شرد .. حسام ضحك عليه، أما جواد فوقت يتحمس للحصة و وقت يتذكر مصيبة صالح و يحاول يحصل لها حل.. بس طبعاً الشيء صعب، أهله ما حصلوا حل شلون هو يحصل.
*** نزل من باص المدرسة، و أتجه لبيته، كان الباب مفتوح لأن الشغالة كانت تنظف الأدراج الي برى .. دخل البيت و هو يزفر بتعب، كان البيت هادئ شوي .. لكن لما لف على اليمين هناك كانت طاولة الطعام قدام التلفزيون، قاعدين فيها أمه و أخته غالية. راح جواد بحركته المعتادة حيى السلام و باس راس أمه، و أمه قالت كالعادة:
_ حبيت الكعبة يا وليدي
أما غالية قالت بإبتسامة و في فمها أكل:
_ هاي جوجو
غالية أخت جواد الكبيرة و الوحيدة، و ما عنده أخت و لا أخو غيرها .. هي بثالث سنة جامعة، كانت مخطوبة لواحد لكنها اكتشفت حركاته الصايعة قبل لا تتزوج فصارت مشاكل بينها و بينه و بهذا فسخ خطيبها الخطوبة، هي ما كانت متوقعة انهم بينفصلون حتى بعد السالفة لكن الشيء رغم ذلك ريحها. أبتسم:
_ هلا غاليوه ها إلا أشوفكم أكلتو عني
قالت غالية بمرح:
_ والله انا جعت و ما قدرت أنطرك قلت للشغالة تحط الغذى بس أمي ما رضت تاكل بدونك .. حاولت معاها ما رضت.
قعد جواد على الكرسي و ما كان حامل شيء لأنه أول أسبوع .. وهو يسمع كلام أمه:
_ أيه يمه انا قلبي يعورني اذا اكل و وليدي مو قبالي
غالية بطناز:
_ الله و اكبر مرة وحدة قلبج يعورج .. بسم الله عليج يمه عيل لو طلع جوادو مع ربعه و تعشى تموتين علينا.
ضحك جواد مع أمه على مرح غالية .. بعدها قال جواد:
_ فديتج يمه ما عليج من غاليوه هذه بس تغار ..
أمه قالت بإبتسامة:
_ لا ما تغار انتوا اثنينكم اولادي و معزتكم وحدة
أبتسم جواد و لف على السفرة و هو يسأل:
_ الله شهالريحة الحلوة اليوم شنو الغذى؟؟
ردت عليه غالية بصوت شوي عالي:
_ ماتشوف قدامك .. و ان شاء الله بتتغذى و انت للحين ما بدلت ثيابك؟؟
ضحك جواد:
_ أي صح ذكرتيني .. عليكم بالعافية انا ببدل و بجي بتغذى
لفت غالية على امها:
_ ارتحتي الحين يمه بياكل .. يالله اكلي اخاف جوادو يروح و يشوف السرير و ينسى الغذى و ما يجي بعدين اتوهق أبج ماترضين تاكلين ولا تاخذين دواج
ضحكت ام جواد على كلام بنتها .. تعرف غالية طيوبة و حبوبة و تحب تتطنز موت و مسوية جو في البيت رغم كبر سنها. اما جواد قال و هو يركب الدرج:
_ وانتي الصاجة اخاف اشوف السرير و يغريني و انام بروحي تعبان
وقفت ام جواد ضحكتها عشان بس تقول:
_ لا ياوليدي تعال كل لك كم لقمة و بعدها نام
وصل جواد آخر درجة و صاح:
_ ان شاء الله يمه
راح جواد بدل ملابسه و نزل يتغذى و بعدها ما استحمل نفسه انسدح على السرير و نام نومة طويلة صحته قبل الصلاة بشوي. و بعد ما صحصح تذكر صالح عبدالاله و سالفته و بسرعة طلع تلفونه و دور على رقم علي عشان يتصل .. دق .. أول رنة ما رد عليه لكن ثاني رنة أجابه صوت صبي خشن يذكره بصوت محمد:
_ الو السلام عليكم
رد عليه جواد بتردد في هاللحظة بس حصل الشيء محرج:
_وعليكم السلام أخوي .. هذا رقم علي عبدالله؟؟
أكتشف جواد ان صوت علي مقارب لصوت محمد.. تذكر محمد لو عرف ان صوته يشبه صوت واحد يقرب لصالح بينقهر .. ضحك على تفكيره.. و رد علي:
_ اي نعم انا علي .. من معاي؟؟
قال جواد بشوية ثقة:
_ معاك جواد زميل صالح عبدالاله على ما اظن ولد خالتك
علي هني عرف من المتصل و خمن انه بيسأل عن صالح:
_ تعرف صالح؟ اقصد انت معاه بالمدرسة؟؟
حمد جواد ربه ان علي هو علي الي يقرب لصالح:
_ أي معاه .. اخذت رقمك من واحد اسمه حسام كريم و أتصلت لك عشان أسأل عنه
فهم علي كل شيء بس خشى يكشف شيء عن غياب صالح فقال:
_ اها .. انزين انت وش الي سمعته عنه .. اقصد عن صالح؟؟
جواد فكر ان علي ممكن ما يقوله شيء عن ولد خالته بس ابعد الفكرة لأن علي قال لحسام قبله .. سكت شوي و بعدها قال:
_ سمعت انه مختفي .. و الكل قاعد يدور عليه .. و محد يدري بمكانه
علي تذكر لما قال لحسام عن الشيء يمكن يحصل منه فايدة بس حسام ما سوا شيء.. لهذا حمد ربه ان في واحد ثاني جاي يمكن يقدم خدمة .. استغل الفرصة:
_ هالكلام الي سمعته صح .. انا ما عندي اخبار وايد افضل تروح لبيت صالح و تسأل عنه هناك و تشوف أحوالهم.
عجبته جواد الفكرة بس تذكر ان ما يعرف عن صالح اي شيء حتى رقم تلفونه:
_ بس انا ما ادل بيتهم
ببساطة و سهولة عطى علي العنوان لجواد .. و اكتشف جواد ان البيت قريب شوي من المدرسة، في نفس المنطقة الي فيها المدرسة .. اذا بيمشي من المدرسة لها يمكن تاخذ عشر دقايق او اقل، قال ان مافي غير اخته غالية الي توصله لانها تدل المدرسة. تذكر شيء فسأل:
_ طيب ممكن تعطيني رقم أبوه أو اذا عنده اخو عشان اخبرهم بالزيارة
تذكر علي هني صرامة و حزم زوج خالته و اكيد بيعصب اذا شاف صديق لصالح يدري بمصيبته .. و في نفس الوقت يبي جواد يساعدهم بشيء يمكن يقدر يسوي شيء .. فقال:
_ ابوه ماتوقع بيقدر يرد عليك لان في حالة صعبة و ممكن يعطيك موعد ما يجيه .. و صالح ماعنده اخو، انا افضل تروح تزورهم مباشرة .. المغرب لان ابو صالح يرجع الظهر يتغذى و ينام و الليل يطلع حق موضوع صالح.. المغرب بتلحق عليه
استحى جواد من حركته و تردد:
_ اخاف ما تعجبه زيارتي
علي طلعت من باله فكرة:
_ لالا لاتخاف انت بس قوله انك من صوب علي عبدالله و بيتفهم و اكيد بيكلمني وانا برقع السالفة المهم انك تشوفهم لان حالتهم صعبة.
أبتسم جواد لاشعورياً مع ان علي ما يشوفه:
_ ادري .. مشكور اخوي ما قصرت .. طيب لو احتجت هالرقم عادي اتصل
علي استانس لانه قدر يسوي شيء:
_ أي أكيد اي وقت و اذا طلع شيء جديد ياريت تخبرني
و انتهت المكالمة بالشكر و الوداع .. و مباشرة بعد المكالمة اذن الاذان فقام جواد يصلي و من حسن حظه لما طلع شاف غالية و توها كانت بتطلع وقفها و خبرها ان صديقهم صار له غايب مدة طويلة عن المدرسة و يبي يسأل بيتهم عنه لان مايعرف رقمه .. قرر يقول لها سالفة الشرطة و البلاوي بعدين عشان لو عرفت الحين ممكن ترفض ان اخوها يتورط او شيء .. و بالنهاية وافقت توصله للمكان الي يبيه.
*** كان واقف قدام بيت متوسط الحجم، بابه على شكل خطوط حديدية يكشف الحوش الي قدام الباب الرئيسي الثاني الي يكون قدام صالة الدخول بالظبط. صاحت غالية الي كانت داخل السيارة دريشتها مفتوحة لابسة نظارة شمسية عن الشمس تناظر العنوان:
_ متأكد هذا العنوان؟؟
جواد قرأ العنوان مرة ثانية:
_ اي هذا هو العنوان جذي خبروني
لف لجهة أخته .. فقالت بصوت عالي عشان يكون واضح:
_ اوك عيل مثل ما قلتلك بروح اتسوق بالسوق الي هني و اذا كملت سو لي رنة
أبتسم جواد:
_ أوك باي
همست بباي و سكت الدريشة، ثم مشت السيارة نحو إتجاه السوق .. و بقى جواد مكانه لآخر مرة يقرأ العنوان، أزال التردد منه و مشى لعند الجرس و زين كان في رسمة جرس على الحبات و لا كان تلخبط اي حبة هي الجرس، طق الجرس أول مرة .. و بعد ما مرت دقيقة، و كانت الدقيقة بطيئة عليه .. طق مرة ثانية و قال ما بيطق مرة ثالثة الا لما يحس ان مافي احد بالبيت. و من حسن حظه بعد الطقة الثانية مباشرة طلعت وحدة .. شكلها خدامة .. لابسة حجاب يكشف الشعر و الأذنين، و دشداشة قصيرة الأكمام .. و الوجه أندنوسي الأصل، كانت تصارخ:
_ من؟؟
لما وصلت لعند الباب سألت مرة ثانية:
_ من أنت؟
أستغرب جواد من اسلوبها الدفش و طريقتها .. بس تذكر ان الشغالات دايماً جذي .. رغم ان شغالتهم هادية و ما تسوي شيء .. سألها:
_ بابا عبدالاله موجود؟؟
ابتعدت الشغالة و هي تقول:
_ الحين ينادي انتظر هني
همس بصوت ما يسمعه أحد "ماشاءالله" مستغرب ان هي الي تأمره مو هو الي يأمرها، وقف تحت الشمس ينتظر .. كان جاي منوكت لأن علي اتصل عليه و قاله ان عبدالاله فاضي العصر. أما الشغالة فدخلت و أول ما دخلت شافت قدامها حنان ببيجامتها القصيرة تاكل جيبس:
_ سميرة من طق الجرس؟؟
هذه الخدامة اسمها طويل و صعب يشبه اسم سميرة لهالسبب يسمونها سميرة إختصار.. أجابتها و هي تشيل الوسخ من دشداشتها:
_ واحد يبغى بابا
تساءلت حنان بفضول:
_ من؟؟
الشغالة كانت تعبانة عشان جذي قالت:
_ مايعرف .. انت روه ناد بابا
طالعتها حنان بنص عين:
_ حلوة هذه .. انت روح ناد بابا .. ليش انا الشغالة؟؟
ركبت سميرة الدرج و هي تقول:
_ هنان سبري .. انا يقول لماما
حنان طنشتها و مشت بسرعة للدريشة، في العصر الي برى ما يقدر يشوف من ورى الدريشة لكن الي قدام الدريشة يقدر يشوف الي برى .. و بما ان السور قصير، قدرت حنان تشوف الشخص الواقف قدام الباب .. كان شاب أو يقدر الواحد يعرف انه مراهق .. طويل نوعاً ما، جسمه نحيف لكن فيه وزن... أبيض البشرة لكن مو أبيض احمراني، شعره بني و عيونه بنية غامقة كبار على مستوى وجهه البيضاوي. شكله جذب حنان أولاً لأن يعتبر وسيم .. ثانياً لأن ما تعرفه و أول مرة تشوفه، تساءلت بينها و بين نفسها (( هذا من؟ ولد جيرانا؟؟ ما اتوقع لأني ما شفته بالديرة .. يمكن ولد واحد من اصدقاء أبوي .. أو يعرف صالح؟؟ أي يمكن يعرف صالح!!)). تذكرت هاللحظة املها الميؤس في إيجاد صالح .. و في نفس الوقت تذكرت ان ابوها في اي وقت ممكن ينزل و اذا شافها تطالع الدريشة و عرف ان الي تطالعه صبي بيذبحها .. أبتعدت بسرعة و هي تقول ببالها (( مسكين الولد صار له ساعة برى .. اخاف سميرو ما راحت قالت لأبوي )). و صج هذه الشغالة الشيطانة ما خبرته، لهالسبب خبرت حنان أبوها بنفسها .. فنزل عشان يشوف هالزائر الغريب.
في جهة ثانية جواد مل من إنتظاره لكن ما فقد الأمل، و أخيراً أنكشف رجل في الأربعين .. شاربه كبير، أصلع بس عنده شعر شوي مكون من الشعرات السودة و البيضة في مستوى أعلى من الأذن بشوي .. بشرته سمراء فاتحة .. لابس دشداشة رجالية قديمة .. كان وجهه كأنه واحد توه قاعد من النوم .. حاول جواد يطلع شبه بين هالرجال الى قدامه و صالح .. لين وصل الرجال و هو يقول:
_ السلام عليكم
هني جواد تردد بخطوته صحيح كان الرجال مقارب لطوله و مو هيبة .. لكن يرهبه شوي .. رد عليه شوي متأخر:
_ وعليكم السلام .. هذا بيت صالح عبدالاله؟؟
فتح عبدالاله الباب راحم حال الولد الي بدأ يعرق من وقفته الطويلة:
_ اي هذا بيته .. انت صديقه بالمدرسة؟؟
أبتسم جواد لأن عبدالاله رحب فيه:
_ أي
قال عبدالاله و هو يمشي لعند باب المجلس الخارجي:
_ تعال يا ولدي تفضل
و مشوا للمجلس و هم ما يدرون ان عيون حنان كانت تراقبهم من أول ما طلع عبدالاله له الى ان وصلوا للمجلس .. و لما اختفوا جلست على الكرسي و هي تفكر (( هذا أكيد يعرف صالح؟؟ معقولة يعرف الي صار لصالح و يعرف مكانه؟؟ يارب يارب يعرف!! يارب يارب ))، و صارت تتذكر وجه الشخص المجهول الوسيم، مع أن عيونها التفتت الى التلفزيون و تابعته بصمت .

نجمة الكتابة
نجمة الكتابة
أما بعدُ ..
فأنا أرحب بردودكم و تعليقاتكم
فإذا أعجبكم الجزء الأول
سأضع الجزء الثاني ..
بإنتظار الردود !!

نجمة الكتابة
نجمة الكتابة
لا يوجد أي رد للأسف

نجمة الكتابة
نجمة الكتابة
و لا الآن .. إذا طال الإنتظار سأضع الجزء الثاني

نجمة الكتابة
نجمة الكتابة
طبعاً لا رد كالعادة :(

نجمة الكتابة
نجمة الكتابة
طبعاً لا رد ... كالعادة

نجمة الكتابة
نجمة الكتابة
الجزء الثالث: (( أين صالح ؟؟ ))
كان عبدالاله في المقعد الأمامي يسوق، و جواد جالس جمبه، توه يحس ان الإنسان العصبي سرعته بالسيارة نارية، و بالذات عبدالاله لأن عبدالاله مصيبة جارية بحياته، كانوا يمشون متهجين الى العمارة الي خبروه بها جواد .. عبدالاله حالته حالة منقهر من حركة ولده الغبية .. يختفي بدون سبب واضح و يتخبى عند اخو صاحبه .. لكن فجأة جاء على باله سوأل:
_ جواد لايكون خبرت الولد عن صالح؟؟
جواد انتبه لصوت عبدالاله بعد ما كان سارح بالشارع .. مافهم قصد عبدالاله:
_ مافهمت عمي
عبدالاله ماله خلق يفهم و يوضح و يعلم يبي الإجابة مباشرة .. فصرخ:
_ انت مو تقول صالح متخبي عند أخو واحد بالمدرسة .. و اخذت العنوان من هذا الي بالمدرسة .. خبرته بأن السالفة تخص صالح؟؟
جواد اندهش من صراخ عبدالاله بس قدر ظرفه:
_ لا ما خبرته .. هو اقرب صديق لصالح و دايماً اشوفهم قبل يمشون مع بعض بالمدرسة .. اكيد هو الي اقترح له شقة اخوه .. لأن اخوه جامعي ..
عبدالاله سمع هذه القصة من قبل على لسان جواد فقاطعه:
_ المهم هو ما شك
جواد تفشل من مقاطعة عبدالاله:
_ ها .. لا .. ما اظن بيشك لاني مو دايماً مع صالح ما بيتوقع اني ادور عليه ..انا قلتله بقابل اخوه اسأله عن الجامعة ..بس ليش هالسوأل عمي؟
عبدالاله بسرعة:
_ لان لو عرف ممكن يخبر صالح فيهرب صالح مرة ثانية
سكت بعدها و هو بينه و بين نفسه يحس ان جواد شخص بارد و تافه .. أحاسيس لاشعورية وقت الغضب و العجلة .. و هو المفروض يكون شاكر و ممتن لجواد .. لأنه الوحيد الي طلع دليل على المكان الي ممكن يكون فيه صالح. عم صمت طويل، لين وصلوا للعمارة المطلوبة، بركن عبدالاله السيارة بسرعة في أي مكان .. و طلع من السيارة و وراه جواد الي يحاول يلحقه .. مر الوقت بطيء لين وصلوا للشقة المطلوبة. طق عبدالاله الجرس مرتين بسرعة، اندهش جواد بأن عبدالاله يصير جذي لما يستعجل .. مافي أدب .. ولا في صبر .. صبر اسبوعين و الحين انفلت. طق مرة ثالثة .. و بعدها سمع صوت مو واضح وراء الباب يقول:
_ من؟؟
جواد جاه فضول عبدالاله وش بيرد .. لأن أكيد نواف ما يعرف عبدالاله .. بس عبدالاله كان واثق و مستعجل:
_ عبدالاله .. هذا بيت نواف؟؟
و نظر الى جواد بسرعة و همس:
_ وش اسم ابوه؟؟
جواد نسى لكن حاول يتذكر بسرعة لين قال:
_ ضاري .. اظن .. ضاري.. اي ضاري
صرخ عبدالاله مواجه الباب:
_ هذا بيت نواف ضاري؟؟
ما سمعوا جواب .. لكن سمعوا و شافوا فتحة الباب .. و إنكشاف رجل طويل أسمر أصلع .. لابس في اذنه تركية .. و قلادة .. و من الملابس لابس بس شلحة و بارمودا مشجرة .. شكله كأنه واحد توه قاعد من النوم .. سأل و هو يحك عيونه:
_ من انتوا؟؟
عبدالاله جاوب و عيونه بدت تحمر:
_ انا والد صالح اسمي عبدالاله .. و هذا صاحب صالح جايين نسأل عنه
بصوت خفيف ناعس اجابهم و هو يتباعد:
_ تفضلوا
دخل عبدالاله الشقة و وراه جواد و قعدوا على الكراسي بعد ما طلب منهم نواف ... و نواف راح فتح الأنوار لان كانت نصها مسكرة و رجع لهم و قعد:
_ حياكم الله اخواني .. وش قلتوا تبون؟؟
عبدالاله مل من برود هالشخص الي قدامه:
_ سمعنا ان صالح ولدي كان ساكن عندك
ناظر نواف عبدالاله مدة طويلة و بعدها قال بصوت خفيف:
_ اي صالح صالح .. انت ابوه؟؟
عبدالاله وده يقوم و يصفقه من بروده بس تحمل عشان يعرف مكان صالح:
_ اي انا ابوه .. ممكن اعرف وين راح لأنه قالي ما بيطول عندك!
ناظر جواد الصامت عبدالاله و هو يفكر (( ماشاءالله عنده قدرة على الخداع .. بس يا ترى نواف بيخبرنا عن مكانه )). سكت نواف لفترة و بعدها قعد يحك رقبته:
_ ليش ما خبرك انه سافر مصر؟؟
هني العيون توسعت و الأذن تفتحت بدهشة .. صاح عبدالاله:
_ مصر ؟؟؟
جواد كان ساكت طول الوقت بس الحين تكلم:
_ اخوي انت تقصد مصر .. مصر؟؟
نواف كان جالس بدون ما يسند ظهره .. فضحك عليهم و سند ظهره و هو يقول:
_ ليش انتوا ما تعرفوا مصر؟
عبدالاله تنرفز من برود و سخرية هالرجال و نفسه يتضارب معاه .. و في نفس الوقت منصدم و يبي يعرف اكثر عن صالح:
_ من قالك؟؟ و متى سافر مصر ؟؟ وشلون اصلاً سافر؟
عقد نواف حاجبه ورد بنفس الصوت البارد:
_ اظن اليوم الساعة خمس و لا ست الصبح طارت طائرته .. كان عنده فلوس قالي يبي يسافر مصر عشان يقدم في جامعة هناك .. حجزت له و سافر
عبدالاله كان ينصدم من كل كلمة انقالت .. جواد كانت صدمته اخف و تفكيره كله رايح قلق و فضول و إهتمام .. صمت عبدالاله من صدمته الكبيرة .. فتسلط جواد على محور الحديث:
_ اخوي انت متأكد انه سافر اليوم؟؟
أبتسم نواف ببرود و سخرية و هو يحط يدينه وراء راسه:
_ لا شكله الولد قاص عليكم و مسافر من وراكم
عبدالاله استفزه الموقف فوقف و صرخ:
_ انت اكيد تكذب .. انا متأكد ان صالح موجود بهالبيت بتطلعه و لا انا ادور بنفسي!
نواف هزته وقفة عبدالاله ماله خلق مشاكل .. وقف و هو يقول بصوت واطي:
_ ريلاكس ريلاكس اخوي .. اقعد مكانك .. ولدك بالأمان و الصون سافر مصر و انا الي وصلته المطار بنفسي
عبدالاله يده كانت جاهزة لتصفع الي قدامه بس عقله للحين ما سمح له .. لكنه صرخ:
_ طلع صالح احسن لك!
جواد توه حس لحاله وقف بخوف ان تصير هوشة:
_ عمي اهدأ و اقعد صالح يمكن صج مو هني!
عبدالاله و عيونه مازلت على نواف:
_ لا مااصدق .. الا اذا فتشت البيت بنفسي .. اكيد هو متخبي هني
تنرفز نواف .. هو ما يبي احد يتطفل على خصوصياته و في نفس الوقت ماله خلق مشاكل .. ترك عبدالاله يفتش البيت بكل دفاشة .. بينما وقف جواد مفتشل مو عارف وش يسوي خصوصاً ان عيون نواف تستفزه .. مطلع حرته بعبدالاله كلها فيه. بعد ما كمل عبدالاله التفتيش قال بصوت عالي:
_ وين صالح .. تكلم احسن لك؟؟
اخيراً خلص نواف بروده و صرخ:
_ قلتلك سافر مصر .. ما تفهم عربي؟؟ بأي لغة اتكلم انا؟؟
عبدالاله حسب نفسه بين اولاده يصرخ نسى انه قدام رجال:
_ لا تصرخ و لا تطول لسانك!!
جواد راح يبي يوقف الهوشة و يهدأ من روعهم لما سمع نواف يصرخ:
_ عجيب داخل بيتي بدون دعوة و تصرخ علي .. يالله اطلع برى انت و ولدك الثاني
جواد التوتر بيقتله لكن من داخله فيه ضحكة من اشكالهم و هم يتهاوشون .. سحب عبدالاله بخفة و هو يقول:
_ خلنا نطلع يا عمي .. لو سمحت اخوي اي طيران اخذه صالح؟؟
صرخ نواف:
_ طيران الخليج و اطلعوا بسررعة!!
عبدالاله صرخ هو الثاني:
_ ما بنطلع .. اول تقول لنا مكانه الأصلي
نواف ما استحمل الموقف حاول يدزه عشان يطلع برى .. فكان عبدالاله بيمد يده و يضرب لكن الحمدلله جواد سحب عبدالاله و هو يقول لاشعورياً:
_ عمي اطلع و لا ترى ما بتحصل ولدك .. انا متأكد هو مسافر
طلع عبدالاله و هو يلقي آخر نظراته بعد ما احس بإهانته .. يمشي في الطريق و هو يتحلطم و يسب في نواف .. بينما جواد حس ان الي معاه طفل مو رجال في الاربعين او الخمسين .. و لأول مرة يحس بذنب لانه تدخل بسالفة صالح .. كان ما حصلت له كل هالأشياء .. بس لما تذكر ام صالح و اخته حز بخاطره و لما تذكر بعد أيامه مع صالح في النادي قال بينه و بين نفسه (( سو خير جواد قربنا نحصله لكن صج يمكن صالح يكون متخبي بمكان ثاني و السفر مجرد ترقيعة .. اووف وين صالح ؟! )).
لما دخلوا السيارة صفق عبدالاله الباب و هو يقول بغضب:
_ شلون سافر .. مايقدر يسافر .. ماعنده فلوس؟؟
شيء ما جاء على بال جواد .. لكن يمكن طلع له طريقة يطلع فيها الفلوس مثل ما طلع فيها طريقة يهرب .. تكلم و هو مقتنع بتفكيره:
_ عمي مثل ما قدر يطلع طريقة يهرب فيها يمكن قدر يطلع فلوس تساعده
قال بصوت غاضب واطي:
_ بس من ويين .. من ويين؟؟
جواد لما شاف عبدالاله حرك السيارة سأل:
_ وين رايحين عمي؟؟
سكت عبدالاله و هو يفكر .. يفكر بعمق .. و بعجلة نفس عجلته .. لين همس:
_ بوصلك بيتكم وانا بروح المطار
جواد سأل بفضول:
_ ليش المطار عمي؟؟
همس عبدالاله .. بعد ما عورته بلاعيمه و تنرفز من اسئلة جواد التافهة:
_ بشوف الطيران بتأكد .. يمكن صج سافر مصر ..
جواد كان وده يسأله ليش ما يجي معاه بس سكت محترم قرار الي اكبر منه .. طبعاً عبدالاله ما يدل بيت جواد فقاله جواد يوقف عند مجمع قريب من طريقهم و بيتصل لاخته تاخذه .. و الحل اعجب عبدالاله لانه بعجلة .. و بهذا وصل جواد البيت.
*** طلع من السيارة و هو يفكر (( اذا صالح سافر مصر .. وين بيمشي؟؟ و هل سافر معاه احد؟؟ صحيح ليش ما سألنا نواف هذا السوأل .. كنا بعجلة .. المفروض عمي يصبر و يتأنى .. عجلته ودته لداهية .. و اذا طلع كلامه صح و ولده مازال بالبحرين .. وين بيكون ؟؟ انا سمعت ان دوروا عليه بكل المستوصفات .. مستشفيات .. حتى الدكاكين .. يالله هذه مصيبة مصيبة )). تعايش جواد مع المصيبة الي عايشينها بيت عبدالاله .. ممكن لانه حسب نفسه واحد منهم و قام يدور على صالح كأنه اخوه مو مجرد زميل مدرسي .. وصل لباب بيتهم و هو كان مخبر غالية اخته قبل لا يروح الى عبدالاله عن سالفة صالح كاملها .. فتعاطفت مع وضعهم و قدرت شغله .. و هي خبرته بالطريق الى بيتهم ان امه درت بالسالفة. دخل البيت متعب و مرهق يدور على السرير قبل النور .. على طول نادته امه:
_ جواد حبيبي
ام جواد تمون بس هو تمنى انها تأجل كلامها و ترحيبها لوقت ثاني .. لأن خاطره ينام .. كل مرة متعود ينام بعد الغذى مباشرة .. و اليوم طلع من بعد الغذى و واصل لين الساعة ست، راح سلم عليها بكسل و صمت .. فقالت بشفقة:
_ اقعد حبيبي شكلك وايد تعبان .. حصلتوا الولد؟؟
جواد طالع أمه بإستفسار .. نسى انها تدري بالسالفة .. لكن لما تعمق في عيونها تذكر ان غالية خبرتها:
_ ها .. لا يمه .. السالفة مهيب سهلة .. حتى انهم خبرونا ان الولد برى البحرين
غالية في الطريق طبعاً سألت جواد عن كل شيء .. فقعدت و هي تقول:
_ على ما اظن قلت لي مصر
ام جواد تكلمت بهمس:
_ سافر مصر .. و ابوه كان يدري و لا لأ؟؟
وقف جواد الي اشتهى كوب ماي ينشف ريقه و يبرد حرارة قلقه و خوفه:
_ ما يدري بشيء احنا ما ندري بشيء .. لحظة بروح اشرب لي ماي
سكتت الأم و هي تتابع ولدها لين راح المطبخ بعدها لفت لغالية:
_ و ليش ما خبروا الشرطة؟؟
أبتسمت غالية بضيق:
_ نسيتي لما قلتلج ان الشرطة تدور على الولد شلون يروحون يخبرونهم
بعد دقايق رجع جواد بس ما اتجه الى جلسة امه و اخته بل الى الدرج .. لما شافته امه بيغيب عن نظرها مرة ثانية تذكرت:
_ جواد بكرة ان شاء الله بالليل ابوك بيرجع من السفر
جواد كان يمشي على عتبات الدرج و يتنفس بهدوء:
_ ادري خبرتيني اليوم الصبح،
و بسرعة كبيرة وصل لغرفته .. شغل المكيف .. و انسدح على السرير بتعب .. مع ان السرير مريح و دافء .. بس يحس ان ظهره مازال يتألم .. ممكن يحتاج الى مساج او شيء من هذا .. لأنه بعجلته وراء عبدالاله اصطدم لاكثر من مرة .. تذكر عبدالاله بس ما حب يتصل .. يبي يرتاح من هالمصيبة ما يبي يتعلق بها. نام نومة يحسبها الواحد نومة طويلة لكنها كانت بس نص ساعة .. رنة الموبايل صحته .. كان متنرفز لما سمع هالرنة لانه تعبان و ما يبي يكلم احد و لا يبي الرنة العالية تزعجه .. بعد رنتين وقف ليشوف من المتصل .. لقى (( أبو صالح )) .. رد بصوت تعبان:
_ الو السلام عليكم
عبدالاله و صوته ما يبين عالي من اصوات الناس و الزحمة:
_ عليكم السلام .. جواد؟؟
جواد و الصوت التعبان نفسه:
_ هلا عمي
عبدالاله بعجلة اتعود عليها جواد:
_ اسمع طلع صج صالح سافر مصر .. انا حجزت لي و طيارتي بعد ساعة .. الحين ماقدر اكلم احد مشغول بروح البنك اسحب لي فلوس و برجع و على طول مسافر .. ابيك تتصل على ام صالح و تخبرها اني مسافر
جواد زين فهم آخر الكلام .. كان تعبان و ما يلحق يفهم كلمة الا و عبدالاله طاير للثانية .. و هني تذكر:
_ عمي بس انا ما عندي رقمها
عطى عبدالاله جواد الرقم و سكر من عنده بسرعة .. بينما ظل جواد واقف و هو يفكر (( ليش قالي انا اتصل عليهم .. ماعنده اخوان و لا خوات يخبرهم .. صح صح محد يدري بسالفة نواف غيري يمكن عشان جذي )) .. انسدح على السرير مرة ثانية بتعب و هو حاط التلفون قدام عيونه يسجل الرقم بأسم "أم صالح"، أبتسم و هو يفكر (( انا طول الفترة الي عرفتها صالح مافكرت اخذ رقمه و الحين عندي رقم امه و ابوه)). و فجأة تذكر صورة صالح و هو يلعب .. و هو يسولف بجفاف .. و يضحك بسخرية .. و يناجر اخته بالتلفون .. هذه الصور الي احتفظ بها جواد في عقله لما عرف صالح.. تنهد .. يبي يرتاح شوي و بعدها يتكلم.. (( لالالا شنو ارتاح انا اذا ما خبرت ام صالح ما برتاح الأفضل أخبرها )).
*** في جهة ثانية .. كانت حنان تركب الدرج و هي حاملة كوب ماي لأمها .. امها الى من طلع زوجها حالتها حالة و تبي تطمن على زوجها و ولدها. وصلت لغرفة امها و قدمت لها الماي .. بعد ما شربت امها نص الكوب .. فجأة سمعوا رنة تلفون .. حنان الي كانت واقفة تنتظر امها تكمل عشان ترجع الكوب توجهت انظارها لتلفون امها .. فقالت امها بصوتها التعب:
_ حنان جيبي تلفوني
راحت حنان تاخذ التلفون و لا شعورياً نظرت الى الرقم .. لقته صعب بس فيه خمستين بالنهاية .. ماعرفته .. لأنه مو مسمى و لا مسجل بالتلفون .. عطت التلفون امها فأستفسرت هي الثانية:
_ هذا رقم مين.. مو مسجل بتلفوني!
حنان ما تدري ليش حست ان واحد متصل لها بيخبرها ان صالح معاه .. حست انها بفلم هندي و جاها فضول تعرف صاحب هالاتصال .. ردت امها:
_ الو السلام عليكم
بعد ما طار النوم و النعاس انكشف ذلك الصوت المفخم:
_ وعليكم السلام و رحمة الله و بركاته .. هذا رقم ام صالح؟؟
ام صالح عرفت ان الولد الي تكلمه شاب .. فتقطع قلبها من فراق ولدها صالح .. و كان ودها تشوفه الحين و تلمه لحضنها:
_ اي هذا رقمها من معاي؟؟
قعدت حنان جمب امها ممكن تقدر تسمع صوت المتحدث .. بس الصوت الي سمعته كلش خفيف حتى انها ماقدرت تعرف اذا هو صوت بنت او ولد. تكلم الخط الثاني:
_ عمتي انا جواد صاحب صالح .. تذكريني .. اليوم طلعت مع عمي عبدالاله
أبتسمت ام صالح:
_ اييه جواد حياك الله يا ولدي .. والله من يوم طلع عبدالاله و انا اتصل له يا مشغول يا لا يمكن الإتصال .. قلبي معورني وش صار؟؟
حنان كانت تعرف ان ابوها طلع مع جواد منقذها و منقذ عائلتها مثل ما هي تفكر .. فلما سمعت امها تقول جواد فرحت وايد وايد، رجع لها نبض الأمل .. و البسمة .. جواد له طابع غريب من يوم عرفته .. ما كأنه جواد زميل مدرسة اخوها .. كأنه جواد الجواد الفرس المغوار الي بينقذهم .. في سرها ضحكت على تفكيرها .. و بينما هي تفكر هالتفكير سمعت شهيق امها:
_ يا ويلي .. مصر ؟؟ متى ؟؟ متى سافر؟؟
حنان استنتجت ان الموضوع يا يخص صالح يا يخص ابوها .. فتحت اذونها على الآخر و القلق قاعد يرجع لقلبها .. الخوف .. الحب .. نفس الإحاسيس الي ملكتها ذيك الدمعة .. حدقت بوجه امها الي تغير تدريجياً .. و صرخ فاهه:
_ يا ويلي .. يا ويلي و ليش ما خبرني؟!!
جواد رد يحاول يهدأها:
_ عمتي عمي كان مستعجل و ما قدر يكلمج طلب مني اخبركم .. لا تخافين اليوم الصبح صالح مسافر يعني في امل كبير يحصله عمي بسرعة .. لا تخافين عمي قدها و قدود لا تخافين.
بعد ما كمل جملته حس ان كلمة قدها و قدود طالعة سخيفة و مو بوقتها .. إلا انه ما عرف وش يقول .. مو متعود على هذه المواقف .. و شلون يتدارك الموضوع. خبرها ان بيكون بينه و بين عبدالاله إتصال عشان يطمنهم .. و بعدها تسكر الخط .. و من تسكر سألت حنان بخوف:
_ يمه هذا جواد ؟؟ وش قالج؟؟
امها كانت منزلة عيونها بضيق:
_ يقول اخوج صالح بمصر و ابوج بيسافر هناك بعد ساعة يدور عليه
نفس ما اندهش الكل اندهشت هي:
_ مصر؟؟ بس شلون ..
وقفت امها .. بضيق .. بقهر .. بخوف قاتل .. تصرخ و هي تتجه للحمام:
_ مادري مادري .. لا تكلميني!!
دخلت الحمام و حنان تطالع باب الحمام بفهاوة (( مصر ؟؟ شلون صالح اخوي قدر يسافر مصر ؟؟ من الي سفره و حجز له .. و من وين اصلاً طلع فلوس ؟؟ )). انسدحت على السرير لكنها ما قدرت تواصل سدحتها .. قعدت من التوتر .. و فجأة ما سمعت إلا صرخة عالية جاية من الحمام .. تروعت و وقفت نفس المجنونة. اتجهت للحمام و صوت الصرخة يعلى اكثر و اكثر .. سألت بخوف:
_ يمه .. يمه .. وش صاير .. هذا انتي تصارخين؟؟
اكتشفت ان باب الحمام ما كان مسكر عدل .. لانها دزته فانفتح .. و ياليتها ما فتحته لانها شافت امها في حالة هيستيرية تصرخ و تبكي .. وقفت نفس الجامدة .. اما امها فظلت تبكي و هي تضرب صدرها:
_ ولدي .. ولدي .. احس ان بيصير فيه شيء
حنان بسرعة مسكت يد امها بخوف و هي تقول:
_ ما بيصير الا كل خير .. يمه لا تصيحين
مظهر امها و حالتها .. و الخبر الي سمعته من شوي .. خله الدمعة قريبة من عيون حنان .. جتها الصيحة .. حاولت تمسكها .. لين صار وجهها احمر .. سحبت امها برى الحمام .. و لما طلعوا من الحمام .. فجأة اغمى على هدى .. فصرخت حنان:
_ يمه .. يمه .. يمه
حركتها و حاولت تصحيها ما قدرت .. صرخت :
_ ندى .. ندى .. سميرة سميرة ..
وقتها ما عرفت شلون تتصرف .. امها فيها الضغط و ممكن يكون هذا انهيار عصبي .. ماتدري وش تسوي .. آخر مرة كان ابوها موجود و اخذها المستشفى لكن هالمرة .. ما عرفت وش تسوي .. ظلت تنادي لين جت ندى و هي تقول:
_ وش صااير؟؟
شافت امها منسدحة على الارض و حنان قاعدة جمبها تساءلت بفضول:
_ حنان شفيها امي؟؟
حنان لاشعورياً تذكرت شيء دائماً يسوونه لما شخص يغمى عليه صرخت:
_ بسرعة جيبي ماي .. جيبي ماي
ندى ما تعرف تتحرك بدون ما تشبع فضولها:
_ اول قولي شفيها امي ..
حنان صرخت اكثر ما تبي ندى تطول بأسئلتها:
_ ندى بسرعة جيبي ماي بعدين بقولج .. بسرعة و لا امي بيصير فيها شيء
من قالت ذيك الجملة .. ندى طلعت من الغرفة ركض .. و حنان دمعت عيونها .. مو بس دمعت إلا طيحت دمعات حزينة .. مقهورة .. نفسها في هاللحظة ينعاد شريط الحياة و يرجع الماضي بأي طريقة .. من لما كان صالح موجود بالبيت .. و المشاكل كلها تطيح على راسه و الضغوطات تدفعه من كل جانب .. تبي يرجع الزمن الى ذلك الوقت .. ما تبي هالمصيبة الي صارت .. حركت وجه امها بيدينها لكن مافي فايدة.

روايه أحبك لعن إبو حظ جمعني فيك روايه بجد حلوه وتستحق القرائه
رماني وقال ماابيها