الفراشة أصبح فتيات Ftayat.com : يتم تحديث الموقع الآن ولذلك تم غلق النشر والمشاركات لحين الانتهاء من اتمام التحديث ترقبوا التحديث الجديد مزايا عديدة وخيارات تفاعلية سهلة وسريعه.
فتيات اكبر موقع وتطبيق نسائي في الخليج والوطن العربي يغطي كافة المجالات و المواضيع النسائية مثل الازياء وصفات الطبخ و الديكور و انظمة الحمية و الدايت و المكياج و العناية بالشعر والبشرة وكل ما يتعلق بصحة المرأة.
لبنانية متميزة
09-12-2022 - 07:28 pm
• •
::.:: ::.::
..
رواية هادفة قرأتها و أعجبتني هي كاملة و سأنزلها هنا كل يوم حلقتين
و لي تعليق عليها حينما انتهي من تنزيلها
يسرني متابعتكم و أتمنى تستفيدوا منها و تستمتعوا
..
. , ,
,,



التعليقات (8)
مديرة المشاريع
مديرة المشاريع
متابعين لك كل يوم

لبنانية متميزة
لبنانية متميزة
• •
::.:: ::.::
..
يسرني متابعتك مديرة المشاريع
الآن سأنزل أول حلقتين
..
. , ,
,,
• •

لبنانية متميزة
لبنانية متميزة
• •
::.:: ::.::
..
باسم الله رب القلم ..
باسم الله أكتب حروفي ..
البعض سيتساءل ( من هذا ؟ وماذا يريد ؟ ) ، ولأشفي هذا الفضول المقبول .. أقول :
لستُ سوى كاتب قصّة .. كاتب أو كاتبة لا يهمّ .. رأيتُ من يعيش أحداثاً ويكتوي بنارها ، قلب مرهف .. أسَره بريق الحب .. وشدّته انعكاسات الأضواء على صفحته اللامعة ؛ ولم يدرِ أنّه شفرة قاطعة تدمي الفؤاد وتقطع الأوداج ، فاتّكأ عليها يريد الراحة .. فقطعت شريانه وأراقت دم مهجته وتركت قلبه يثعب أحمرَ الألم !
أكتب عن د. إياس ..
أكتب عن الحبيبة رؤى ..
أكتب وقائعاً ولست أنسجُ خيالاً ..
وأرجو أن أصل للنهاية وبي رمق الحياة !
دمتم بحب
1 / 4 / 1429 ه
الفصل الأول
استيقظتُ صباح الخميس على رنين هاتفي الجوال .. والذي لم يطق صبراً أن يكتم خبر وصول رسالة جديدة ، تناولته ولمحتهُ سريعاً فإذا التنبيه لرسالة من د. إياس ، لم أندفع بفضولي القاتل لأفتحها هذه المرّة ؛ ربما الشعور الجارف بالنعاس كان كفيلاً بأن يكبح أي اندفاع فضولي .. لذا لم أقرأها .. فأعدته إلى طاولة خشبية منقوشة وُضعت عليها أبجورة فاخرة قربَ سريري ، ثم انقلبتُ بجانبي نحو جهة زوجتي والتي كنتُ اعتدتُ أن أهبها مساحة إجبارية للتأمل في ظهري .
تأملت جمالها الهاديء وهي تتنفس برفقٍ وسكينة منهمكة في نوم عميق ، وقد اكتسى وجهها بتعابير أقرب ما تكون إلى الابتسامة ..
( آآآخ .. ليتني أدري بمَ تحلمين يا منال ! )
عبارة تمتمت بها شفتاي وأنا أرمق منال غارقة في نومها ، ام.. ما دمتِ غارقة هكذا في نومك يا حبيبتي ؛ فليس لي إلاّ أن أنام لعلي أن ألقاك مستيقظة في حلمي .
أغمضت جفني ..
وغطيت عيني جيداً ..
وعُدت إلى نومي الهاديء !
..
. , ,
,,
• •

لبنانية متميزة
لبنانية متميزة
• •
::.:: ::.::
..
الفصل الثاني
يدٌ ناعمة تتلمس شعري وتدلك رأسي برفق ، وأنفاس دافئة تداعب أذني بحنان ، وصوت ملؤه الدلال والغنج يخاطبني بهدوء وسكينة ..
منال : ريّان .. ريّان .. استيقظ حبيبي .. حان وقت الإفطار !
ريّان : طيب .. طيب .. أمهليني عشر دقائق فقط ريثما تُعدّين الإفطار .. أجدني متعباً قليلاً .
منال : سلامتك من التعب .. بالمناسبة .. صديقك إياس رُزق بمولدته البكر .. أرسل إلى جوّالك رسالة يخبرك بذلك هذا الصباح .
طار النوم من عيني وقمت من فراشي مبتسماً فرحاً وأنا لم أستوعب الخبر جيداً .. وكأنه مزحة ألقيت على مسمعي :
ريّان : حقاً ؟ إياس جارنا .. الدكتور .. صديقي ؟
منال : نعم .. وهو عند زوجته الآن في المستشفى ينتظرها أن تفيق من نومها بعد الولادة ، ويريدك أن تأتيَ إليه وتصطحبني لأمكث عندها .
ريّان : ما شاء الله .. لكن أكل ذلك قاله في الرسالة ؟
منال : لا .. ولكنه لسان حاله ، فهو مغتربٌ عن أهله كما تعلم ، ولا بّد أن تقف بجانبه وأعين زوجته خصوصاً وأنها المولودة الأولى .
ريّان : .. العقبى لك !
ضحكَتْ باستحياء .. ثم خرجت من الغرفة لتعدّ الإفطار بعد أن تأكدت من استيقاظي ،أما أنا فلم أجد أي صعوبة في أن أنتزع نفسي من فراشي ، فالنشاط والأنس بدأ يسري ويدبّ في دمي ، دخلتُ دورة المياه .. غسلتُ وجهي وتوضّأتُ .. ارتديتُ ثوبي وكامل لباسي ، ثم خرجتُ إلى صالة شقتنا الصغيرة بعد أن ركعت ركعتي الضحى .
كان فطوراً خفيفاً ولذيذاً - كالعادة - أتقنته يدا منال ، ولكنها لم تشاركني فيه ، حيث أعدته لي ثم اتجهت صوب غرفتها تستعدُّ للذهاب إلى المستشفى لزيارة لينة .
..
. , ,
,,
• •

لبنانية متميزة
لبنانية متميزة
• •
::.:: ::.::
..
الفصل الثالث
خرجنا من البيت سوياً بعد أن أخذت زوجتي معها بعض الضيافة فيما لو أتى زوّار لصديقتها وجارتها لينة ، كان الطريق - كعادة شوارع العاصمة - مزدحماً بالعربات والسيارات بكافة الأحجام ، لقد انغمست في الزحام دون أن أدري خصوصاً وأني ذهلت عن أن اليومَ يومُ خميس .
ورغبة منها في كسر حاجز الصمت القائم بيننا وإشباعاً لفضولها ؛ سألتني منال عن بداية علاقتي بالدكتور إياس وكيف تعرفت عليه أول مرة خصوصاً وأنه ليس من أهل مدينتنا وإنما أتى إليها منتقلاً من مدينة الخبر في المنطقة الشرقية ، ومن جهتي فقد اعتدتُ على هذه الأسئلة الفضولية المقبولة من زوجتي والتي من حقها أن تعرف كل شيء عني ، فزواجي منها لم يكمل عامه الثاني بعد !
إن كثيراً من الأزواج - وحتى الإخوان - تستفزهم بسرعة أسئلة الأنثى الشخصية ، ربما لأنهم يرونها من باب الفضول متناسين أن الدافع الأول لمثل ذلك هو " الحب " ، إن الأنثى تحتاج كثيراً لإشباع عاطفتها وإروائها ليس فقط بالكلام المعسول وتنميق العبارات ؛ ولكن أيضاً بأخبار الحبيب وأيامه التي عاشها ليتغلغل حبه في روحها فتشعر أنه لم يفتها ولا حتى يوم واحد من حياته .. وكأنها وإياه كشيء واحد ، لكَ أن تتأمل عيني الأنثى الباسمتين وهي تستمع إلى قصصك وتميّز نبرة صوتها الدافئة وهي تسأل باسترسال واندفاع .. أجبتها :
ريّان : ألم أحكِ لكِ من قبل قصته ؟ ظننت أني فعلت ! لا بأس ، كنتُ شاباً وحيداً ليس من الدنيا إلا والدي ، كان هو لي الأخ والصديق وحتى الأم بعد أن توفيت والدتي وأنا ابن 15 عاماً ، كنت في عينيه كل هذه الدنيا وقد عشتُ وإياه في البيت الذي نسكن فيه الآن ، تخرجتُ من الثانوية ودخلتُ الجامعة وتخرجتُ منها في قصة طويلة سبق وأن حكيتها لك ، بعد تخرجي .. توظفتُ في الشركة التي أعمل فيها حالياً براتب جيّد ، ولكن في الجانب الآخر خسرَ والدي تجارته وركبته الديون وأصابه من الهم والغم ما الله به عليم ، ولمّا استحال حال والدي إلى هذه الدرجة أقسمتُ عليه أن يستريح في البيت وأن يتركني أعمل ، فراتبي يكفيني وإياه وقد جاء دوري لأرد جميله عليّ ، وبطبيعته العصامية رفض اقتراحي وأصر على أن يبدأ تجارته من جديد ، ولكن سبق قدر الله فقبض الله والدي - رحمه الله - بعد أن ترك لي ديوناً ثقيلة ، ولكن ثقل فراق أبي الذي يعني لي كل شيء كان أكبر على قلبي الصغير الذي لم يختبر الدنيا بعد من كل الديون التي تركها .
وبتودد ورغبة في المشاركة الوجدانية قاطعتني :
منال : ليتني كنت معك مذ ذلك الحين لأخفف عليك بعض هذه الهموم ، وأحمل عنك بعض هذه الأحمال الجسام ، الحمد لله الذي هوّن عليك ورزقك وربط على قلبك حتى بلغت ما بلغت .. وماذا بعد ؟
ريّان : تكونين معي ؟ ههه .. بالكاد وافقتِ وقبلتِ بي زوجاً لمّا تقدمت إليكِ بعد أن قام عودي واكتسى أخضر الورق وصرتُ رجلاً مستور الحال ، ثم بعد هذا تقولين ليتني كنتُ معك يوم أن كنتَ مُعدماً ؟ ، شكراً على شعورك النبيل ، سأقبلها منك هذه المرّة !
منال : ياه .. عجباً لكم معاشر الرجال .. إن أحسنّا إليكم بالحديث سخرتم منّا ، وإن تبلّدت مشاعرنا أنفتم قسوتنا ، أعتقد أن الرجل مخلوقٌ .. ام .. لن أكمل .. أعتقد أن الرجل أجمل مخلوق .. لنكمل الآن .. وماذا عن جارنا ؟
ريّان : حسناً .. حسناً .. سأكمل .. أقسمتُ على نفسي بعد فراق والدي أن لا أتزوج ولا أرفّه عن نفسي بعيشٍ حتى أقضي دينه - رحمه الله - ، فبعتُ سيارتي الفارهة واقتنيتُ أخرى بسيطة ، وقسمتُ بيتنا وجعلته دورين ، دور أسكنه ودورٌ أؤجره حتى أجمع مبلغ دين والدي بأسرع ما أستطيع ، وقد كان ذلك بالفعل .. فلم تمضِ أربع سنوات من عيشة الكفاف التي عشتها - رغم راتبي العالي جداً مقارنةً بمن هم مثلي - إلا وقد قضيتُ دين والدي .
أما إياس .. الطبيب .. الطيب .. الحبيب .. فكان أول مستأجر للدور العلوي قبل ست سنوات ، وكان حين استأجر الدور أعزباً مغترباً قادماً من المنطقة الشرقية ليعمل في أحد مستشفيات الرياض ، استغربتُ من كونه يستأجرُ شقة من دور كامل وهو أعزب ، فأخبرني أنه خاطب وسيتزوّج بعد أشهر من صديقتك الجديدة لينة ؛ بصراحة .. لم أصدق أنه كان خاطباً فتعابير وجهه وهو يحدّثني ليست بتعابير شاب أعزب متديّن سيتزوّج بعد أشهر ، ولا أخفيكِ يا منال أني حتى الساعة لا أدري ما سبب ذلك !
المهم .. في السنة الثانية رفعتُ الإيجار عليه بعد استقراره وزواجه ، فاستضافني في شقته ورحّب بي وأكرمني حتى خجلتُ من نفسي ، ولمّا أقدمتُ على الانصراف ألحّ عليّ بالجلوس .. وقال :
إياس : أريد أن أفاتحكَ بموضوعٍ خاصٍ نوعاً ما ..
ريّان : تفضّل د. إياس .. يسعدني أن أكون معيناً لك إن كان ثمةَ ما ينغّص عليك !
إياس : يا أخي الكريم .. كنتُ سابقاً أستأجرُ منك شقتي بثلاثين ألف ريال ، فلمَ ارتفعَ إيجارها ليصبح ستة وثلاثين ألف ريال ؟ لستُ معترضاً على رفع المبلغ فهذا حق لك ، كما أني لا أحب أن أساوم في البيع والشراء فقدوتي من يقول ( رحم الله امرؤاً سمحاً إذا باع .. سمحاً إذا اشترى ) ، ولكني خشيت أن نكون آذيناك بجيرتنا لك ، وإني أحسبك رجلاً صالحاً لن تُقدم على ما أقدمت عليه إلا بعلّة وسبب .. فهل يمكنني أن أعرف سبب ذلك ؟
..
. , ,
,,
• •

لبنانية متميزة
لبنانية متميزة
• •
::.:: ::.::
..
تابع
الفصل الثالث
كان سؤاله هذا محرجاً كثيراً لي خصوصاً بعدما لقيته من حفاوة وتكريم غمرني بهما ، أضيفي إلى ذلك أنه كان نعم الجار طول فترة إقامته فوق شقتي ، فلم أسمع ولم أرَ ولم ألقَ أيّ أذىً أو إزعاجٍ منه على مدار عامٍ كامل ، بل كان كثيراً ما يدعوني لأرتشف معه فنجانَ شايٍ كلما التقينا دُبرَ كل صلاة !
لم أجدّ بُداً من أن أبوح له بالسبب وإن كنتُ حتى لحظتي لا أجد ما يدفعني لذلك ؛ إلاّ أنه كان كريماً خلوقاً احتواني بابتسامته وصوته الذي كان أقرب وصف يوصف به أنه خافت هامس .. فلم أجد شيء يمنعني من أن أكشف له ما في قلبي ، قلتُ له :
ريّان : والله يا أبا ... ؟ بالمناسبة يا دكتور بمَ تُكنّى ؟
إياس : أبو سارة ..
ريّان : أبو سارة ؟ ولمَ ليسَ سواها ؟ ام .. اسم رجلٍ مثلا !
إياس : " سارة " اسم أمي ، وهي أعزّ وأحب شيء رأته عيني يوماً .
ريّان : إيه يا أبا سارة .. أنتَ أمّك وأنا أبي ، ربما هي افتتاحيّة مناسبة لما سأخبرك به ، يا أبا سارة .. إن والدي رحل عن الدنيا ولم يترك لي من الدنيا سوى هذا البيت ، وقد أجّرتُ شطره لأسدد وأقارب في تسديد الديون التي عليّ ، فالدائنون ينتظرون .. ووالدي في قبره موثق بدينه ، وأنا أريد أو أوفيه عنه ، لذا لم أجد إلا أن أرفع عليك إيجار المكان الذي تسكن به ، ليس من سبب إلا هذا ؛ وإلا فأنت جار كريم السجايا لطيف المعشر ما وجدتُ منك سوءاً قط !
إياس : هكذا إذاً ؟ لك كل الحق فيما فعلت يا أخي ، أعتذر من تطفلي عليك وعلى تخطيطك ، ولك عليّ أن أدفع الزيادة كاملة في القسط الأوّل جزاء إزعاجي لك .
ريّان : لا داعي .. لا داعي .. لا ترهق نفسك ، بل اقسمها قسمين مناصفة ، يكفي أن يصل المبلغ لي كاملاً في آخر السنة ، مقدّر لك تفهّمك يا دكتور .
أتظنين أنها انتهى إلى هذا الحد من التفهّم يا منال ؟ لا ! بل إنه لمّا انتهت السنة وحان موعد سداد القسط الثاني جاءني بشيكين اثنين ، أحدهما بقيمة ثمانية عشر ألف ريال وهو المبلغ المستحق ، أما الشيك الآخر فكان بقيمة مئة ألف ريال !
منال : مئة ألف ريال ..!؟ ولكن ما مناسبتها ؟
ريّان : أتاني يقول بأن خير البرّ عاجله ، وهذه قيمة إيجار الشقة لمدة ثلاث سنوات قادمة ، يدفعها مقدماً لي لأنه يريد أن يريح تفكيره من قضيّة السكن ، ولم يشر لا من قريب ولا من بعيد لحاجتي إلى هذه المبلغ رغم يقيني بأن ما دفعه لما فعل هو رغبته في مساعدتي ، قمت له .. عانقته .. لم أملك والله دمعتي يا منال ، وكأنه يشعر بي .. إذ أتاني أحد الدائنين قبل يومين من مجيء إياس يطالبني بقيمة ثمانين ألف ريال خلال أسبوع وإلا فسيرفع أمري إلى المحكمة .
بعد هذا الموقف .. علمتُ حقيقةً ( رُب أخ لك لم تلده أمّك ! ) ، وتأكدُت أن من أغلى ما في الحياة الصديق الصدوق الذي يأتيك قبل أن تأتيه ويُعينك قبل أن تطلبه ويُغيثك قبل أن تستغيث به ، صار لي د. إياس - أو إياس كما يُحبّ أن أناديه -أكثر من جار .. بل وحتى أكثر من صديق ، لقد كان الناصح لي وقد كنت الناصح له كذلك ، عجيب هو قدر الله في تسخير الناس لبعضهم وتسيير الأرزاق لهم سواء أكان الرزق مالاً أو قوتاً أو أغلى منهما وهو الجليس الصالح ، ولطالما تأملتُ حديث الأرواح ( الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها إئتلف وما تناكر منها اختلف ) فلا أكاد أن أتم كلماته حتى ترتسم على شفتيّ ابتسامة التصديق والإيمان بكلام الصادق المصدوق - صلى الله عليه وسلم - .
منال : ها قد بدأت في الوعظ والفلسفة ، كفاك منهما يا ريّان ، أريد مرّة أن أستمع إليك دون أن تصبغ مقولك بنبرة الفوقية المعلّمة وكأن الناس جُهّال لا يفهمون .. إلا أنت !
ريّان : أعتذر .. هذه آخر مرّة .. أتوب .. لا أعود ثانية .. رضيتي الآن إذاً ؟ على أية حال هذا هو المستشفى أمامنا ، لكن تبقت لنا الخطوة الأصعب من زحمة الطريق والأثقل من وعظي وفلسفتي ، أين سنجد موقفَ سيّارة ؟
..
. , ,
,,
• •

سماخير
سماخير
هلا وغلا
.
.
إذا كانت القصة من إختيار اللبنانية وذوقها فأنا أول المتابعين
.
.
.
سجليني مشاهده ..
.
.
لي عودة أخرى سأعلق على القصة يكفينا عنوانها رائع جداً
.
.
شكراً لبنانية

لبنانية متميزة
لبنانية متميزة
الفصل الرابع
صوتُ وقع أقدامي وزوجتي في ممرات المستشفى يهتك ستار الصمت الرقيق المخيّم على المكان ، حيث كان لا يوجد في تلك الممرات سوانا رغم أن بعض أسراب حمائم الرحمة - أو الممرضات - تغشانا وهي تنتقل من غرفة إلى أخرى ، وتفسير هذا السكون المنكسر أن زيارتنا كانت أواخر الصباح قبيل الظهيرة في الوقت الذي لا يُفتح فيه باب الزيارة ، ولولا أن د. إياس طبيب في هذا المستشفى لما سُمح لنا بالدخول بتاتاً ، كنتُ أسير بخطىً سريعة ثم أتوقف هنيهة منتظراً البطة التي معي والتي لا أدري أتمشي على قدميها أم أنها تحبو !؟
التفتُ إليها ممازحاً وقلتُ :
ريّان : نسيت أن أخبرك بأن من أكثر فضائل إياس عليّ تعريف زوجته لنا بك يوم أن كنتُ أبحثُ لي عن زوجة ، فقد دلتني على ملاكٍ أحببته من كل قلبي وكان لي أنساً وصنع من بيتي جنة .
منال : شكراً .. لا تحرجني يا ريّان .. لا داعي لمثل هذه الإحراجات !
ريّان : لكنّ المؤسف أن الملاك الذي دلتني عليه برغم كل مواصفاته إلاّ أنه كان على هيئة سلحفاة !
منال : من رحمة الله بك أن قلت هذا ونحن في مكانٍ عامٍ وإلا لكنت علمتك كيف تختار مصطلحاتك بعناية يا كتلة الشحم ، لكن تذكر أنك أخذتني من بيت أهلي رشيقة جميلة كغزال ؛ ولكنّ ما في أحشائي منك هو من جعل أمثالك يسبق أمثالي !
ريّان : ههه .. كنت أمازحك فقط ، لا داعي لمثل كل هذا الشحن النفسي ، كل مرّة أتأكد أننا أحياناً بمزاحنا الذي في غير وقته قد نختلق مشكلات نحن في غنىً عنها ، وكذا كل مزاح لا يقوم على مبدأ احترام الطرف الآخر فإن مصيره ثلم - ولو مقدار شعرة - في الزجاجة المبنية أساساً لعلاقتهما . على أي حال .. ها نحن وصلنا لغرفة زوجة د. إياس .
طَرَقَت زوجتي الباب مستأذنة للدخول فأُذن لها وخرج إياس من عند زوجته ، أتى صوبي مسرعاً فهنّأته وباركت له وتعانقنا ، كان وجهه يتهلل بشراً وفرحاً ، فابنته هذه بِكره بعد حوالي ست سنين من زواجه ، أخذني والبهجة تملؤه لغرفة الحضانة وأدخلني سريعاً ونادى الممرضة بثقة الطبيب الذي يعرف ما الذي يفعله وهو يقول ( Where is my baby ? ) .
فأشارت إليها .. وتوجه نحو بنيّته بخفّة وحملها وكأنه يطير من فرحه ، كنتُ أتأمله فأرى في عينيه نفس ذلك الذي كنتُ أراهُ في عينيّ والدي ، نفس الشعور بالشغف .. نفس الشعور بالأمل .. نفس الشعور بالعطف .. نفس الشعور بالحنان والرقة والرحمة .. نفس الشعور بالحب الجبلّي الذي زرعه الله في قلب الوالدين تجاه أولادهما ؛ والذي من خلاله لم يكن ثمّة حاجة لأن يأمر الله الوالدين في كتابه بأن يُحسنا إلى أولادهما ، ولقد كِدتُ أرقّ وأبكي لمّا تذكرتُ والدي وهو يحملني بنفس طريقة حمله رغم أني لم أكن طفلاً ، فسبحان من غرس هذه المحبة في نفوس الآباء !

حكمة للبيع
قلوبنا وياما تحملت قلوبنا