رياح تغزو حجرتي

مسائكم وصباحكم ورد
هذه اول مشاركه لي بالقسم الادبي
اتمنى ان تحوز على اعجابكم
فِي يَوم هَادِئ وَسَطَ صَمتْ الرِيَاح وَ تَحلِيق السّحَابْ
أنهَيتْ أعمَالِي عَلى غَيرْ عَادَتِي قَبلَ مَجِيءْ الغَسَق
الهَادِئ بِأَلوَانِهْ
أعدَدتْ كُوباً مِنْ الشَاي
وَ اتَجَهتْ نَحوَ نَافِذَتِي
لأستَنشِقْ الهَوَاءَ الطَلقْ
يَالَفِتنَة الغُروبْ وَ الشّمسْ تُلَملِمْ أشِعَتَها مِنْ الأَرضْ
واللّيلْ يَتَساقَطُ صَمتاً فِي أُفقْ السَّماءْ
سَارَتْ بِي أقَدَامِي خَارِجَ مَنزِلِي الصَغِيرْ
إحتَضنَتنِي نسمَاتْ الهَوَاءْ بِلَهفَةْ
وَ داعَبَتْ جَدَائِلَ شَعرِي وَ وِشَاحِي
فَأثَارَتْ مَشَاعِري وَ حرَكَتْ كَيَانِي
بَدأَتُ أَسرَحْ بِخَيَالِي هُنَا وَهُنَاكْ أبحَثُ عَنْ حِكَايَاتٍ قَدِيمَهْ
مَشَيتْ طَوِيلاً شَارِدَةْ ..
مَاذَا حَدَثَ لِنسمَاتْ الهَوَاءْ ؟ !
لِمَاذَا إشتَدّتْ قُوَتَها؟ !
مَالّذِي دَهَاهَا ؟ !
أَسقَطَتْ كُوبِي وَرَمَتْ بِوِشَاحِي بَعِيداً
مَاذَا أصَابْ السّماءْ ؟ !
و أصبَحَتْ مُلَبَدةْ بِالغُيُومْ السَودَاءْ
وَالأَرضْ غَشّاهَا ظَلاَمٌ لاَ يَقشَعُهُ إِلَا وَمِيضُ البَرقْ
وَ عَوِيلَ الرّيَاحْ يُرعِب رُوحِي وَالرّعَدْ يَلدَغُ قَلبِي
وَالمَطَر يَنهَمِرْ بِشِدَة لِيُبَلِلَ جَسَدِي الرَاجِفْ خَوفاً
بَدَأتْ الهَرَبْ بِخَطُواتْ أثقَلَهَا الفَزَعْ
إرتَمِيتْ دَاخِلَ مَنزِلِي أسِيرَةَ قَلَقِي صَامِتَهْ بِمَلاَمِح شَاحِبَةْ
وَهُنَاكْ حَيِثُ كُنتُ جَالِسَةً فَوقَ ضِيقِ مَدَارِي
وَ زَاوِيَةَ مَلاَذِي
رَأيتُه يَقِفُ أمَامَي بِمَعطَفِه الأسوَدْ
"هَدِيتَي لَهُ بِذِكَرَى زَوَاجَنَا الأُولَى "
يَفتَحُ ذِرَاعَيهْ يَطلُبَنِي المَجِئَ إِلَيهْ
فَرَحتُ بِوُجُودِه وَ نَسَيتُ خَوفِي
أسرَعتْ لِلإِرتِمَاءْ بِأَحضَانِهْ
لَا أسمَعْ شَيئاً مِنْ حَولِي سِوَى نَبَضَاتَ قَلبَهْ
وَ أَنفَاساً مِنْ بَينْ شَفَتِيهْ تُلاَمِسُ أُذُنِي وَ تَحرِقْ قَلَقِي
أخَذَ يَهمِسُ لِي وَأنَا مُمتَلِئَةْ بِالدُمُوعْ
" حَبِيبَتِي "
مُنْذُ زَمَنْ لَمْ أسكُنْ فِي تَجَاوِيفِ زُهُورِكِ
لَقدْ اشتَقتُكِ يَا آسِرَتِي
اشتَقتُ لِدِفءْ أحضَانِكِ
اشتَقتُ لِحَرَارَة أنفَاسَكِ تُذِيب صَقِيعَ أعمَاقِي
اشتَقتُ لِعطرْ جَسَدكِ يُعَطِرُ أجَزَائِي
اشتَقتُ بَرِيقَ عَينِيكِ يَختَرِقْ بِلُطفْ الأشيَاءْ عَينِي
اشتَقتُ لإِبتَسَامَةِ هَذَا الثَغرْ كَنَشِيدٍ بَدِيعْ الأَلحَانْ
اشتَقتُ لِخُُلاَصَة الحُبْ القَاطِر مِنْ جَسَدكِ
أًحبُكِ و أعشَقُ جَمِيعَ تَفَاصِيلَكِ
و أهَوَى فَرَاشَة دَلاَلَكِ
وَأرغَبُ فِي اعتِقَالْ جُنُونَكِ.. ..... ..
كُنت حِينَهَا قَدْ غَرِقتُ بَيِنَ أحضَانِهْ
كَذَوَبَان مَسَاءٍ فِي عُمقْ الزّمَنْ
وَقَلبِي رَاقِصاً طَرَباً وَفَرحاً لِأنَنِي
كُنتُ حِينَهَا فِي الجَوفْ الشَفَافْ لِقَلبهْ
يَا رَجُلَ السّمَاء وَ رَمزْ كُلِ عَطَاءْ
هَجَرَتنِي الأَلَوانْ وَهَجَرتُهَا وَنَسَيتُ الأَضوَاءْ مُنْذُ غَادَرتَنِي
لَقدْ تَعِبتُ كَثِيراً كَثِيراً بِدُونِكَ
فَأنْتَ وَحدُكَ مَنْ يَستَطِيع أنْ يُشعِلْ سِرَاج مَنَارَاتِي
لَا أَعرِفْ يَا حَبِيبِي بِأَي مُعجِزَةْ
سَأبَقَى أُنثَى ثَلجِيَةْ
( سَامَحَكَ الله )
أُنثَى الفَجرْ البَيِضَاءْ
( سَامَحَكَ الله )
وَكِيفَ أُجَدِدْ أنسِجَتِي وَ أنَامَ فَوقَ النّدىْ
فَابْقَى مَعِي أرجُوكْ. . وَأكمِلْ هَمسَكَ لِي
بِقُبْلَة فِي الجَبِينْ تُمْحِي مِنِي الهُمُومْ
وَ قُبْلَة فِي عَينِي تُزِيلَ عَنْهَا الأَرَقْ
وَ قُبْلَة فِي شِفَاهِي تُسقِينِي المَاءْ وَتُغسِلَ فَمِي
وَ قُبْلَة عَلَى وَجنَتَاي الوَردِيَتَانْ تَأخُذَنِي بَعِيداً
مِنْ هَذَا اللّيِلْ العَاصِفْ
اصطَدَمَتْ الرِيَاحْ غَاضِبَة وَ ثَائِرَةْ تُعلِنْ وُصُولَهَا المُفَاجِئْ
بِتَحطِيمْ نَافِذَتِي وَطَردْ الأحْلَامَ مِنْ قَلبِي
عَلَتْ صَرَخَاتِي قُرْبَ سَرِيرِي
حَيِثْ كَانْ العِشْق يَستَيقِظْ بِشَهَقَاتْ حُبِنَا
من نزف قلمي
زفرات تكويني