الفراشة أصبح فتيات Ftayat.com : يتم تحديث الموقع الآن ولذلك تم غلق النشر والمشاركات لحين الانتهاء من اتمام التحديث ترقبوا التحديث الجديد مزايا عديدة وخيارات تفاعلية سهلة وسريعه.
فتيات اكبر موقع وتطبيق نسائي في الخليج والوطن العربي يغطي كافة المجالات و المواضيع النسائية مثل الازياء وصفات الطبخ و الديكور و انظمة الحمية و الدايت و المكياج و العناية بالشعر والبشرة وكل ما يتعلق بصحة المرأة.
porayinaa
18-12-2022 - 02:24 pm
  1. السلام عليكم و رحمة الله...

  2. خبايا المستقبل...

  3. يدعى بالمرض الخبيث... سرطان الرئة


السلام عليكم و رحمة الله...

خبايا المستقبل...

عندما طلب يدها للزواج ، كانت أمال في ربيعها السادس و الثلاثين، و لكنها غدت كفراشة تحلق في الأعالي ، لم تفكر و لو لوهلة كيف ستكون حياتها معه مستقبلا... عاشت اللحظة السعيدة و لم تفكر في الغد المجهول، أُقيم لهما عرس خيالي إستمر ثلاثة أيام على التوالي ، هكذا هي العادات لديهم.
كانت قد إتخدت من مهنة التعليم أسرة لها، زوجها كان هو الإخلاص في العمل و كان التلاميذ جميعا أطفالها الذين لم تنجبهم. لم تدري كيف غدرتها السنون... تفانت في عملِها و ظلت ترفض كل طالب ليدها أيام زُهوِّ جمالها و صباها، إلا أن جاء اليوم الذي لاحظت فيه عزوف الرجال عنها فقد أتمت ربيعها الثلاثين ، كان وجهها نظرا مُتلألأ وها قد غدا شاحبا و متعبا ، فمن يا ترى قد يفكر بعد الآن عقد قِرانه معها ؟ بعد مرور ستِ سنوات، حينما صار الزواج شيئا مستحيلا في نظرها، دق رجل بسيط باب بيتها طالبا يدها. هذه المرة لن تفكر، لن تسأل عنه، لن تطلب القمر ليضعهُ بين يديها، فما من وقت بقي لديها..
تريد فقط رجلا يحمل ولو قليلا من العبء عنها و يؤنس وحدتها فهي على أعتاب الأربعين ..
تَحاَكَ الناس جميعا عن روعة عُرسِها و كرم أهلها، بل و تحاكوا أيضا عن حظها السعيد " صبَرت و نالت... سبحان الله من قال أنها ستتزوج و سيقام لها هكذا عُرس بعدما كانت في طابور العوانس... آآآآه يالَ بختها." كلها كلمات رددها المدعون إلى حفل زفافها، من جيرانِها وصديقاتها و حتى من أهلها. بعد مرور شهر العسل، قررت أن تُسافر لتستأنف عملها، حيث أنها تعمل بمدينة أخرى. لم يكن من الممكن أن تتوقف عن العمل إذ أن زوجها يعمل كبائع للمواد الغدائية في متجر بسيط و أرباحه لن توفر لهما كل ما يحتاجانه، بينما كان رتبها محترما و يُخول لهم عَيش حياة هَنِيَّة . و هنا بدأت مشاكلهما..
لم يقبل الزوج العيش بعيدا عنها، وفي النهاية إتفقا على أن يبيع متجره ليسافر معها و يستقرا سويا في المدينة حيث تعمل هي و يفتح متجرا جديدا لبيع المواد الغدائية..
بعد مرور بِضع أشهر إكتشف أن عمله لم ينجح و غدت ديونه أكثر من أرباحه، باع المتجر ليسدد ديونه، و في النهاية أصبح عاطلا. و بات يُعوِّل على راتبها...
و لكن المجتمع لا يرحم رجلا عاطلا عن العمل، و يجلس في البيت طيلة اليوم... أصبحت تتلقى كلمات سخط و غضب من أهلها الذين لم يقبلوا بذلك الوضع كونها هي من تُعِيل الأسرة بدلا من الزوج
كانت تتظاهر طيلة الوقت بالرضا و أنها لا تنزعج كونه بلا عمل.. إستقبلت إستهزاءات صديقاتها بإبتسامة .. كانت تضعهم في حيرة.. أهي حقا راضية بقسمتها أم أنها تهوِّن على نفسها بتلك الإبتسامة و تتظاهر بالرضا ؟ في قرارة نفسها كانت تؤمن بقضاء الله و قدره ، لذلك لن تتذمر من هذا الوضع. بعد فترة من الزمن مرت بوعكة صحية إستدعتها لزيارة الطبيب، فبشرها بأنها حامل ... جُن جُنونها ووَدََّت لو تتقاسم مع العالم بِأسره فرحتها.. نسيت أحزانها ووحدتها وتعبها في السنين الماضية.. هي الآن تنتظر مولودا و هذا أجمل شئ عاشته في حياتها.. مضت الأيام و الشهور بفرحها .. تعبها .. حزنها .. و خوفها... وها هي اليوم تحمل طفلة جميلة بين ذراعيها و تشم رائحتها بكل حب.. إختاروا لها من الأسماء ضياء ، وقد أضاءت حياتهم و زرعت الحياة في بيتهم الصغير.. كانت أمال تتأمل الكثير من إبنتها الصغيرة ضياء، شكرت الله كثيرا إذ وهبها ضياء التي ستكون لها سندا في الحياة... عند الولادة تمنح للمعلمات عادة إجازة مدتها ثلاثة أشهر و لكن أمال حصلت على أربعة أشهر لأن الطبيب منحها الحق في ذلك كونها تحتاج لراحة أكثر.. مرت الأربعة أشهر كأنها يومان و أصبحت أمال ملزمة بالعودة لعملها و مفارقة طفلتها الصغيرة... كانت تبذل جهدا مضاعفا للتوفيق بين عملها و رعاية إبنتها التي كلما كبُرت، كثُرت إحتياجاتها.. و ما يزال زوجها عاطلا عن العمل.. ولا يبذل أي جهد في محاولة إيجاد أي عمل و أصبح وضعه شيئا عاديا لدى الناس جميعا.. بعد أن أتمت الصغيرة ضياء سنة ونصف قررت أمال أن تتركها لدى أختها لتعتني بها فهي لم تعد تأمَن تركها رفقة والدها اللاَّمبالي.. وخصوصا أن الصغيرة كثُرت حركتها و باتت تلزمها رعاية أكثر. أختها تعيش ببالعاصمة، تزوجت قبل عشرسنوات و لكنها لم ترزق بأطفال .. كانت قد إقترحت على أمال أن تترك لها ضياء لتعتني بها و لكنها رفضت في البداية بحجة أنها تريد أن تُتِمّ لها الرضاعة.. أصبحت تزورها كلما سمحت لها الفرصة بذلك فتجدها في أحسن حال، فقد كانت خالتها المحرومة من الأطفال تعتني بها و لا تبخل عليها بشيء من العاطفة و الحب.. مما كان يُهوِّن على أمال ما كانت تشعر به من تأنيب الضمير.. لم يكن سهلا عليها العيش بعيدا عن فلذة كبدها... إبنتها الوحيدة وقرة عينها... و لكن الظروف البائسة وضعتها في هذا الموقف الصعب .. هل تتوقف عن العمل ؟ و من أين تُعِيل أسرتها ؟ زوجها بات وجوده وغيابه سواء... بعيد كل البعد عن نخوة و شهامة الرجال... لم يؤثر فيه وَ ضعُ زوجته و غياب إبنته... كان يُبدي رأيه "قائلا: أن تعتني بضياء خالتها... أفضل بكثير من أن نُحضِر لها مربية... و خالتها مثل أمها الأكيد أنها سترعاها بحب.... رجل متحجر المشاعر، ميّت القلب... و هل حب الأم و عطفها يُقارن بحب آخر؟؟ بعد مرور ثلاث سنوات علمت أمال بحملها الثاني ، الذي لم تتوقع أبدا..لم تفرح كما السابق .. فحالتها المعنوية لا تسمح لها بِحمل جديد... عقلها مُشتت... تريد لمّ الشّمل مع إبنتها الصغيرة و التفرغ لرعايتها، و ها هي اليوم تنتظر مولودا جديدا.. فكَّرت لوهلة بأن تُسقطَ الجنين لكي لا يذوق نفس الحرمان العاطفي و عدم الإستقرار الذي ذاقته أُخته من قبل.. و لكنها تذكرت بأن لله في كل شيء حِكمة ، فإستغفرت ربها.. و دَعتهُ أن يُعينها و يُسَهِّلَ حَملَها... ن َ صَحها الطبيب بأن تنتبه لصحتها و ألاَّ تتعَبَ كثيرا لِتُخَفِّف عن نفسها و لو قليلا من مَشَقة الحمل، فهي الآن في ربيعها الأربعين ... و مضت الأشهر ببطئ شديد، ذاقت فيها عذابات شتى بين ضغط العمل.. وسفر كل أسبوع لزيارة إبنتها و تعب الحمل ... وجاءهم طفل صغير يؤنس وحدتهم من جديد... أَسمَتهُ والدته حمزة .. ولادة حمزة أثرَت في أمال كثيرا و أصبحت مشاعرها مُ ر هفة للغاية ... بعد مرور شهر قررت أن تَلَملِمَ شَملَ أُسرتها... أرسلت زوجها ليُحضر لها إبنتها الصغيرة ضياء ، و إختارت هي إحدى المربيات لتساعدها في الإعتناء بالأطفال حينما تغيب عن المنزل.. أمضت الشهر الثاني من ولادتها و هي في قمة السعادة، كيف لا وهي ترى طفليها الحبيبين أمام عينيها ليلا و نهرا... رغم كل التعب الذي كانت تشعر به كانت تقاوم و لم تفكر أبدا في أن تعبها و ضعف صحتها شيء غير عادي.. بعد مرور أيام لزِمت الفراش .. فجسدها لم يعد يحتمل لدرجة أنها لم تعد قادرة على تحريك يدها اليمنى، و ألم فظيع بات يسيطر على سائر جسدها بدءا من عمودها الفقري حتى أخمص قدميها... لم يستطع الطبيب معرفة سبب عجز يدها عن الح َ راك وصف لها بعض المهدءات و طلب منها إجراء بعض التحاليل في أحد المختبرات... مرَّ أسبوعان وهي على تلك الحالة المثيرة للشفقة... تلزم الفراش بجسد هزيل و وجه شاحب، و رضيعها الصغير بين ذراعي المربية و إبنتها ضياء تلعب بدميتها غير مستوعبة لكل ما يجري حولها... جاءت أختها لزيارتها أو بالأحرى لزيارة الصغيرة ضياء فقد غَلبها الشوق لرؤية وجهها الملائكي.. فإذا بها تجد أختها أمال في تلك الحالة المزرية... صُدِمَت كثيرا ، و تسائلت كيف لهذا الزوج الأناني أن يرى زوجته في هذه الحالة ولم يحرِّك ساكنا، و لم يُفكر حتى في الإتصال بأهلها و إعلامهم بالمضوع... لم تنتظر أختها إلى الغد، قررت أن تأخدها معها للعاصمة حيث توجد مستشفيات كبرى، طلبت من المربية أن ترافقهم لكي تنتبه للأطفال ... إستأجروا إحدى السيارات لكي توصلهم دون عناء.. و بمجرد أن وصلوا إتصلت الأخت بأفراد عائلتها و أخبرتهم بالقصة كاملة... و تذكرت إبن عمها الطبيب الذي يعمل بمستشفى عسكري كبير... إتصلت به فورا و شرحت له وضع أمال، فحََصَلَ لها على إذن بالدخول للمستشفى في اليوم الموالي... لم تظهر لهم الفحوصات الأولية أي شيء ... و كانت حالة أمال تتدهور يوما بعد يوم، و بعد مرور خمسة عشر يوما إتضح لهم أن مرضها

يدعى بالمرض الخبيث... سرطان الرئة

ضياء خمس سنوات.. حمزة ثلاثة أشهر.. و زوج عاطل في ربيعه الخامس و الخمسين...
و أمال لا تدري ما هو مصيرها ... هي الآن شبه عاجزة تماما بعد أن كُسِر وركها بسبب هشاشة العظام.. أختها هي الوحيدة التي تقف بجانبها، فأبواها العجوزان لا يملكان سوا الدعاء لها بالشفاء.. عندما أخبرتني أختي بوضع صديقتها أمال شعرت بالقهر من أجلها و من أجل طفليها... و تخيلت مدى معاناتها و تعاستها ... و عندما زرتها رفقة والدتي و أختي بالمشفى، لم أتمالك نفسي، ولكني إستجمعت من إبتسامتها الصادقة قوة أواسيها بها و دعوت لها الله بالشفاء.. و إحترت في أمري من إبتسامتها و روحها الطيبة... سألتها أمي عن أحوالها..
فأجابت مبتسمة: " إبن عمي أخبر أهلي بأني مَيتتة لا محالة... ولكن الله قادر على كل شيء.. فالحمد لله" ها قد بدأت رحلتها في العلاج بالأشعة و يا له من علاج... و ما زادها مرضها إلا إيمانا و رضاءا بقضاء الله وقدره
فسبحان الذي ألهَمَهَا الصبر و الرضا...


التعليقات (9)
مؤيدة بنصر الله
مؤيدة بنصر الله
ما شاء الله !
سلم قلمك النابض دائما بالحب والوفاء والإخلاص ..
وسلمت أناملك التي خطت ..
قصة مؤثرة جدا وواقعية جدا ..
ومثل ما قلت أكيد هناك حكمة من كل شيء يحدث ..
و في النهاية لا أحد يعرف ما يخبئ المستقبل ..
أشكرك على مشاركتك الجميلة ..
دمت بكل ود وسلام ..

سماقة
سماقة
هو الألم المبدع ...هي هكذا تياراته تجرفنا فهو يحاصرنا ...
تألمت لحالها تلك المسكينة وكأن بي أجدها حكاية
حصلت في الواقع مراراً وسبحانه الله له في كل شيء حكمة
إرادتها هي بطل القصة ....وصبرها وإيمانها.....
قصة جميلة يا أميرة..لانها بسرد قلمك الحساس
كلماتك تعبق في الروح وتوقظ إنسانيتنا بمنتهى الحرفية
دام ألقك يا رائعة
غزلك على رتم الكتابة يليق بك
سلمت يداك
تحياتي لك

ام عبده 276
ام عبده 276
أميرة قصة مؤثرة جدا و رغم قسوتها الا انها تتكرر و بكثرة
كتبتيها بمنتهى الاحساس و الروعة
ف اذا بي اجدني هناك وسط الاحداث متفاعلة احزن اتمنى او ابحث عن حلول
اجدت أميرة
سلمت

porayinaa
porayinaa
مؤيدة بنصر الله
غاليتي مؤيدة ...
كل الشكر لك .. لإتاحة الفرصة لنا للمشاركة في هكذا مسابقات...
و كل الشكر لك لدعمك لي و لكل الفراشات...
تواجدك و رأيك و نقدك يعني لي الكثير ...
شكرا دائما و أبدا لروعة كلماتك
لك مني كل الود و الاحترام

porayinaa
porayinaa
سماقة
الرائعة سماقة...
ما أروع كلماتك و ما أسعدني بتواجدك و برأيك في أسلوبي المتواضع...
شكرا عزيزتي سماقة على مرورك العطر
كوني دائما بالقرب...
لك مني كل الود

porayinaa
porayinaa
ام عبده 276
و العزيزة أم عبد الرحمن...
إشتقت لكماتك الرائعة...
شكرا لتذوقك لمعاني القصة
و أسعدني انك تفاعلتي مع محتواها...
شكرا للمرورك العطر و رأيك القيم..
لا تحرميني تواجدك دائما..
بتواجدكن تحلو لي الكتابة
شكرا

تعب المشوار
تعب المشوار
حزينة حتى اليأس إالا من رحمة الله

mihy girl
mihy girl
اللهم صلي وسلم علي سيدنا محمد

porayinaa
porayinaa
تعب المشوار
أختي تعب ... شكرا لمرورك
معك حق حزينة بس واقعية للأسف

رماد ذكريات
مذكرات يوم أعمى و أخرس و أصم